باشر الأمين العام الجديد لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، مهامه، الأحد، من مكتبه في المقر المركزي للحزب بحيدرة بالعاصمة، دون إجراء مراسيم تسليم وتسلّم المهام مع المنسق السابق للحزب عبد الرحمان بلعياط، وفق ما تقتضيه الأعراف الإدارية، ما يعني أن نار الخلاف بين "الإخوة في النضال" لا تزال مشتعلة. التقى سعداني، صباح الأحد، عددا من إطارات ونواب الحزب بالبرلمان وأعضاء من اللجنة المركزية، لدى دخوله مقر الحزب، ولم يعترض طريق سعداني وفريقه أي من المعارضين، عكس من أشيع حول اعتزام "جماعة بلعياط" عدم إخلاء المقر ومنع خصومهم من دخوله، بل إن سعداني لم يجد أحدا من مناوئيه داخل الحزب وكأنهم "تبخّروا". وألقى الأمين العام المنتخب كلمة، قال فيها إنه سيجري مشاورات مع الجميع لاختيار أعضاء المكتب السياسي، وأوضح أن هذه العملية سيجريها أعضاء اللجنة المركزية ولن تتجاوز شهرا واحدا، كما أفاد أن اللجنة المركزية ستسلم وزارة الداخلية الوثائق الخاصة بمجريات اجتماع اللجنة المركزية للحزب المنعقد الخميس الفارط في غضون شهر. على الصعيد التنظيمي، دعا سعداني مستمعيه من نواب الحزب وإطاراته إلى "الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يفرق بينهم على مستوى كل هياكل الحزب" وحث على "ضرورة توحيد الصف خدمة لمصلحة البلاد وحفاظا على الحزب"، كما دعا منتخبي الحزب إلى الاستماع لانشغالات القاعدة ورفعها إلى قيادة الحزب، ووعد بتجديد الكتلة البرلمانية للحزب بعد افتتاح الدورة الخريفية "عن طريق انتخابات شفافة ونزيهة"، حيث كانت هذه العملية محل نزاع أيام المنسق السابق للحزب عبد الرحمان بلعياط. واعترف سعداني أن الحزب مر بمشاكل كثيرة وقال "مسيرة حزب جبهة التحرير الوطني فيها الايجابي والسلبي الذي سنتحمله". وعن النزاع الذي غرق فيه الحزب منذ ثمانية أشهر وتسبب في تأخر انتخاب أمين عام خلفا للأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، الذي سُحبت الثقة منه، قال سعداني إن هذا الملف أُغلق بعد "حضور اللجنة المركزية بأغلبية أعضائها"، في إشارة لاجتماع الخميس بالأوراسي، الذي أسفر عن انتخابه على رأس الحزب، وقال إن اجتماع اللجنة المركزية "أبطل جميع المشاكل، كونها (اللجنة المركزية) سيدة بين المؤتمرين". وقد استبعد سعداني معاقبة أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية الذين لم يحضروا أشغال اللجنة المركزية، حيث أفاد "لن نلجأ إلى العقوبة بل نحن مع الحوار".