توصل التحقيق القضائي مع المدعو أبو المثنى انه كان وراء تجنيد الانتحاري أبو مقداد الوهراني منفذ العملية الانتحارية التي استهدفت موكب الرئيس بوتفليقة بولاية باتنة سبتمبر المنصرم ،وانه كان ينشط لصالح تنظيم الجماعة السلفية والدعوة والقتال تحت إمرة أبو مصعب عبد الودود وتنظيم القاعدة في العراق بقايدة أبو مصعب الزرقاوزي عن طرق تجنيد الانتحاريين وتدريبهم.ومن ابرز تصريحاته السابقة انه كان يعمل على ربط الاتصال بين أمير القاعدة بأوربا والجزائروتونس لإتمام مشروع الإطاحة بأنظمة دول المغرب العربي. لكن (ت،مجيد)لدى مثوله صباح أمس أمام قاضي الجنايات بالعاصمة –في جلسة لم تدم طويلا بالرغم من ضخامة الملف وخطورة الوقائع – وهذا بعد تمسك المتهم أبو المثنى بإنكار كل ماصرح به سابقا ليبقى لغز التصريحات التي اعتبرت جد مهمة قائما ؟ فالمتهم(ت،مجيد) البالغ من العمر 24 سنة بولاية تيارت كان يعمل في مخدع للهاتف ملك للعائلة حاول منذ الوهلة الأولى وفي إجابته على أسئلة محكمة الجنايات التهرب من الإجابة والتمسك بإنكار التهم الموجهة إليه ،وهنا حاولت رئيسة الجلسة الاستفسار عن كنية أبو المثنى التي صاحبت المتهم ليرد عليها بأنه سمع بهذا اللقب عند المخابرات ،فتقاطعه قائلة:"أنت متهم بالانخراط في جماعة إرهابية تنشط داخل وخارج الوطن والتزوير؟ ليجيبها انه لاعلاقة له بالإرهاب،فتسأله مجددا عن سر تردده على مسجد القبة لتلقي دروس دينية بالرغم من انه يقطن ببئر خادم؟فرد عليها :"انا أصلي كأي جزائري في المسجد" لكن القاضية تعجبت من الإنكار المتواصل للمتهم لجميع تصريحاته السابقة إلا انه برر ذلك بالضغوطات النفسية والتعذيب الذي خضع له عند المخابرات أين مكث 5 أشهر و5 أيام عندهم في غرفة مظلمة.غير أن القاضية ردت عليه قائلة:"أنت رويت الوقائع للشرطة بالتفصيل وبكل دقة ،فكيف عرفوا إذن أن لك أخا سافر للعراق من اجل الجهاد؟"يقول:"لما القي علي القبض وجدوا بحوزتي هاتفا نقالا وجد فيه رقم من العراق وعندما سألوني أخبرتهم أن أخي يتصل بوالدتي من حين لآخر". هذاماجاء في جلسة المحاكمة أمس على لسان (ت،مجيد) الذي أصر على نكرانه لأي علاقة تربطه مع الإرهاب ونفي كل ماصرح به في محاضر الشرطة لكن المتهم أبو المثنى الذي القي عليه القبض في 06 افريل 2006 بمنطقة باش جراح رفقة الإرهابي التونسي أبو عبد الرحمان وبعد استجوابه دلهم عن المنزل الكائن بباش جراح الذي تتخذه الجماعة الإرهابية التونسية كمقر لعملياتها وعثر بعد اقتحامه على أسلحة حربية وقنابل يدوية . واعترف أبو المثنى بنشاطه لصالح الجماعة السلفية للدعوة والقتال والتنظيم الإرهابي الذي ينشط في العراق بإمارة أبو مصعب الزرقاوي إضافة إلى تنظيم القاعدة بأوربا تحت إمارة الجزائري حمزة الأندلسي حيث كان يتمثل نشاطه في تجنيد الشباب واستقبال الأموال بالعملة الصعبة من طرف الشبكات الإرهابية الناشطة خارج الوطن وهذا لتغطية تكاليف سفر المجندين إلى سوريا ومنها الدخول إلى العراق لتنفيذ العمليات الانتحارية بالأحزمة النافسة ،كما كان يقوم بتزوير بطاقات التعريف الوطنية لصالح الجماعة الإرهابية التونسية لتستعملها في تنقلاتها داخل الجزائر ، كما صرح بأنه كان يربط الاتصال مع أبو مريم التونسي والجماعة السلفية بالجزائر ليرسل لهم هذا الأخير الأشخاص التونسيون المطلوبون من قبل الأمن التونسي من اجل تلقي دورات تدريبية حول استعمال الأسلحة والمتفجرات ثم يعودون إلى تونس لفتح جبهة قتال ضد النظام التونسي . وعن علاقته بمجند الانتحاري أبو مقداد الوهراني الذي فجر نفسه بالقرب من موكب الرئيس بباتنة فهي تعود إلى نوفمبر 2005 حين اتصل به شخص يدعى( ا،محمد) واخبره على شخصان من وهران احدهما يدعى الهواري يريدان الجهاد في العراق وهكذا عمل على تدريبه بمعاقل الجماعة السلفية للدعوة والقتال بمنطقة باتنة.إلى أن قام بعمليته الانتحارية . كما اعترف (ت،مجيد) بتسلمه لرسالة الخطية من طرف أمير تنظيم القاعدة في أوربا لايصلالها إلى أبو مصعب عبد الودود ،وفعلا التقى هذا الأخير بجبال بجاية رفقة 30 إرهابي وأبدى درودكال استعداده لاستقبال الإرهابيين المبحوث عنهم في اوربا بعد قيامهم بعمليات إرهابية هناك ،كما أبدى هذا الأخير موافقته على تموين الجماعة الإرهابية التونسية بمدهم بالأسلحة . النائب العام و في مرافعته أبدى تأسفه من إنكار المتهمين في مثل هذه القضايا الخطيرة، مستغربا استعمالهم جميعا لكلمة " المخابرات" و هي دليل حسبه على درايتهم بأدق التفاصيل الأمنية. ليلتمس لأبو المثنى عقوبة 20 سنة سجنا نافذا. المحكمة و بعد مداولتها قضت بإدانة المتهم ب5 سنوات سجنا نافذا عن تهمة الانتماء لجماعة إرهابية تنشط بالداخل. نادية سليماني/ الهام بوثلجي