وافقت الجزائر على طلب من المتمردين التوارق وحكومة باماكو للقيام يوساطة من اجل إنجاح مسار التفاوض الذي تعثر بين الجانبين خلال الأشهر الأخيرة. وكشف بيان مشترك توج زيارة الرئيس المالي أبو بكر كايتا إلى الجزائر أن "بطلب من الإخوة الماليين باشرت الجزائر جهودا من أجل المساهمة في المساعي الجارية للمجموعة الدولية الرامية الى ترقية الحوار الوطني الشامل في ظل احترام قواعد الشفافية والنزاهة و الفعالية والمسؤولية و تمكين الماليين من هذا المسار وذلك طبقا للوائح مجلس الامن الأممي ومجلس السلم والأمن للإتحاد الإفريقي". واكد "أعرب الرئيس بوتفليقة للرئيس كيتا عن استعداد الجزائرالتام لمرافقة مالي في جهودها الرامية إلى تعزيز الأمن و الاستقرار والحفاظ على الوحدة الترابية للبلد و المصالحة بين جميع الماليين بفضل الحوار و طبقا لقيم التعايش و الوفاق العريقة التي طالما ظلت سائدة في مالي". وتعد هذه المرة الأولى التي تعلن فيها السلطات الجزائرية رسميا قيامها بوساطة بين الأطراف المالية لحل الأزمة في الشمال الذي يسيطر عليه المتردون التوارق وسط نشاط لجماعات جهادية . وكانت المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا قد باشرت بعد التدخل الفرنسي في شمال مالي مطلع عام 2013 وساطات بين سلطات باماكو والمتمردين التوارق لكن هذه المفاوضات التي رعاها رئيس بوريكنافاسو بلاز كومباوري كوسيط إفريقي قد تعثرت عدة مرات بسبب جو عدم الثقة بين الجانبين. وكشفت وسائل إعلام مؤخرا أن وفودا من الحركات الأزوادية وهي حركة تحرير أزواد والحركة العربية الأزوادية والمجلس الأعلى لأزواد وصلت الجزائر عشية زيارة أبو بكر كايتا لإجراء جولات حوار من أجل إطلاق المفاوضات مع حكومة باماكو للتوصل لحل جذري للأزمة في الشمال. ويعد لجوء الفرقاء في مالي إلى الجزائر لبعث الحوار والمفاوضات إعلانا لفشل وساطات إفريقية أخرى سابقة همشت الدور الجزائري رغم دعوات من مالي أطلقها رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أكد فيها أن أي حل للأزمة لابد أن تشارك فيه الجزائر التي تعد حسبه أهم بلد يملك رصيدا تاريخيا وحتى إمكانيات لإنجاح مسار الحوار في مالي.