سارع رئيس بوركينافاسو بلاز كومباوري، وهو الوسيط الإفريقي في الازمة المالية إلى إرسال وزير خارجيته إلى باماكو الثلاثاء، للقاء الرئيس بوبكر كايتا العائد من الجزائر بعد افتكاك موافقتها للوساطة مع المتمردين التوارق في الشمال. وأكدت صحف مالية، أن كومباوري أرسل على جناح السرعة وزير خارجيته للقاء الرئيس المالي بوبكر كايتا فور عودته من الجزائر، طلبا لتوضيحات بشان دخول السلطات الجزائرية كوسيط لبعث الحوار بين حكومة باماكو المتمردين في الشمال والتي تعثرت مؤخرا. ووفق نفس المصادر، يكون وزير خارجية بوركينافاسو قد نقل للرئيس المالي رسالة من كومباوري الذي عين وسيطا في الأزمة من قبل المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا . واوضحت أن الرسالة مفادها امتعاضا من جانب الوسيط الإفريقي، من لجوء السلطات المالية والمتمردين التوارق إلى الجزائر كوسيط جديد في الأزمة وتهميش دور بوركينافاسو . وكانت زيارة بو بكر كايتا الأخيرة إلى الجزائر قد توجت ببيان مشترك جاء فيه أنه "بطلب من الإخوة الماليين، باشرت الجزائر جهودا من أجل المساهمة في المساعي الجارية للمجموعة الدولية الرامية الى ترقية الحوار الوطني الشامل، في ظل احترام قواعد الشفافية والنزاهة و الفعالية والمسؤولية وتمكين الماليين من هذا المسار وذلك طبقا للوائح مجلس الامن الأممي ومجلس السلم والأمن للإتحاد الإفريقي". وأضاف "أعرب الرئيس بوتفليقة للرئيس كيتا عن استعداد الجزائرالتام لمرافقة مالي في جهودها الرامية إلى تعزيز الأمن و الاستقرار والحفاظ على الوحدة الترابية للبلد و المصالحة بين جميع الماليين بفضل الحوار و طبقا لقيم التعايش و الوفاق العريقة التي طالما ظلت سائدة في مالي". وكشفت وسائل إعلام مؤخرا، أن وفودا من الحركات الأزوادية وهي حركة تحرير أزواد والحركة العربية الأزوادية والمجلس الأعلى لأزواد وصلت الجزائر عشية زيارة أبو بكر كايتا لإجراء جولات حوار من أجل إطلاق المفاوضات مع حكومة باماكو للتوصل لحل جذري للأزمة في الشمال. وحسب وسائل الإعلام المالية فإن سبب توجه سلطات باماكو نحو الجزائر كدولة لها باع كبير في معالجة الأزمة سابقا، كان على خلفية فقدانها الثقة في الوسيط الإفريقي بلاز كومباوري الذي تستضيف بلاده ممثلين عن المتمردين التوارق منذ أشهر، واكثر من ذلك تتبنى مخطط الحكم الذاتي الذي يطالبون به . وسردت وسائل الإعلام المالية حادثة وقعت بين الرئيس المالي ونظيره البوركينابي شهر أكتوبر 2013 على هامش قمة المجموعة الإقتصادية لغرب إفريقيا عندما تحدث الأخير عن التفاوض حول "إقليم أزواد" ورد كايتا غاضبا على الرئيس البوركينابي حسب نفس المصادر بالقول "لا يوجد هناك أزواد هناك مالي وفقط". وذكرت وسائل الإعلام المالية أن بلاز كومباوري رغم عدم إزاحته رسميا من ملف الوساطة في أزمة الشمال إلا أن الجانب المالي وخاصة الشارع لم يعد يثق فيه كوسيط . وفي نفس السياق ذكر الإعلام المالي أن بوركينافاسو ومعها أطراف إقليمية ودولية أخرى، حركت مكونات في شمال مالي على أنها تمثل المتمردين التوارق من خلال بيانات لإعلان رفض الوساطة الجزائرية كرد على فقدانها ورقة الوساطة، التي تريد من خلالها الحفاظ على نفوذها في المنطقة كلاعب رئيسي