تمكنت أمس الأول مصالح الأمن بغرداية من تحديد هوية المشتبه فيه في قتل الشباب بالناصر الناصر 22 سنة على إثر طلقة نارية على مستوى الوجه بحي كاف حمودة ببلدية بريان، فيما يتواصل التحقيق لمعرفة قاتل الضحية الحاج شعبان حسن 42 سنة بحي لاقين بولاية غرداية، وقد دخلت شوارع الولاية في هدوء حذر في الوقت الذي دعت فيه عدة جهات إلى المطالبة بتدخل الجيش لتوفير الأمن في المنطقة بعد التصعيد الخطير الذي عرفته الولاية. تزامن الهدوء مع تنظيم عشرات السكان ببلدية بريان وقفة إحتجاجية سلمية أمام وسط المدينة للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين وتحديد هوية الملثمين الذين اعتدوا على أحد مساجد المدينة، كما طالب المحتجون بضرورة توفير الأمن خوفا من إنزلاقات لا تحمد عقباها. من جهة أخرى علمت الشروق من مصادر أمنية أنه سيتم بدءا من الساعات القليلة القادمة تنفيذ خطة أمنية جديدة تشمل كافة مدن سهل مزاب، وتتمثل في إقحام وحدات أمنية جديدة ونصب حواجز أمنية، بالإضافة إلى مضاعفة الدوريات الراكبة والراجلة والقيام بحملات تفتيش عبر المدن المذكورة لحماية المواطنين ومراكز الاقتراع بعد التصعيد الخطير الذي عرفته ولاية غرداية. وتزودت مصالح الأمن بالولاية بمروحيتين مزودتين بتقنيات عالية الدقة من أجل توثيق وتصوير ما يحدث في أماكن الاشتباك بين الطرفين، في السياق ذاته، قدم مجلس أعيان المزابيين الإباضية لقصر غرداية، بعد التنسيق والتشاور مع أعضاء الجماعة ومسؤولي الهيئات العرفية، طلبا عاجلا لمؤسسة الجيش الوطني الشعبي لتقوم بإيفاد قواتها الخاصة بالمنطقة لحسم الفتنة نهائيا وبشكل جذري، كما طالب المجلس في بيان حصلت الشروق على نسخة منه بتوفير مستشفيات عسكرية ميدانية للتكفل بالمرضى وذلك لعدم إمكانية التوجه إلى المستشفيات العمومية بالمدينة. ووصف المجلس الضحايا الذين قتلوا أول أمس على أنهم كانوا يدافعون عن الحرمات والممتلكات، مشيرا إلى أنه قد بدأ القتل بالرصاص بعد أن سقط بالسلاح الأبيض عدد كبير من الجرحى، وهذا حسب نص البيان تطور خطير ورهيب في الأحداث منذ بدايتها، مشيرا في الوقت ذاته بعدم إكثراث السلطة لما يحدث في الولاية من أحداث عنف متواصلة. على الصعيد الميداني نظم عدد من المواطنيين حملة مساعدات "مواد غذائية" لسكان حي القرطي المحاصر منذ مدة طويلة. ودخل التجار في إضراب عام عن العمل بنسبة 80 من المائة نتيجة الأوضاع التي آلت إليها المدينة من إنعدام للأمن بشكل واضح رغم التحذيرات المتتالية للتجار وممثليهم، وعبروا عن إستيائهم الشديد نتيجة المناوشات والفوضى داخل الولاية والتي تتسبب في كل مرة في اقتحام وسرقة عدة محلات تجارية وسط المدنية، من جهة ثانية لاتزال المدارس لمختلف الأطوار مغلقة إلى حد الساعة نتيجة المناوشات.