لم يدر المقاول "الضحية" أن نهايته المأساوية ستكون على صديقه الذي دامت معرفته بقرابة 10 سنوات، حيث لم يكتف الجاني بإزهاق روح صديق "عمره"، وإنما أجهز على محامي نزل عنده ضيفا قادما من الجلفة والتنكيل بجثتيهما ونثر أشلائهما. كان مواطنون بمناطق متفرقة بالسويدانية و زرالدة غرب العاصمة قد عثروا بتاريخ 04 و 08 أوت 2012 على أكياس بلاستيكية بها أعضاء بشرية، بالمقابل تقدم ابن المحامي نحو فرقة الدرك الوطني بزرالدة قصد الإبلاغ عن اختفاء والده منذ أربعة أيام في ظروف غامضة بعدما انتقل من الجلفة إلى العاصمة ليتأسس في قضية عقارية مطروحة أمام القضاء بالبليدة، ومن جهتها أخطرت زوجة المقاول ذات المصلحة أنها بصدد البحث عنه، ومن خلال التحريات المكثفة التي قام بها عناصر الدرك الوطني، تبين أن الأشلاء الآدمية التي تم العثور عليها تتعلق بجثتي الشخصين المُبلّغ عنهما، في حين حامت الشكوك حول الرصّاص بعدما كشف تقرير الخبرة البيولوجية أن أثار الدم المرفوعة من مسرح الجريمة تتعلق به، غير أنه حاول تضليل المحققين أثناء استجوابه، مصرحا أنه تناول وجبة الإفطار مع الضحيتين وقضى الليلة رفقتهما بمنزل المقاول بزرالدة، ليتفاجأ بثلاثة أشخاص يتهجمون على المقاول والمحامي، بينما قاموا بتكبيله وتحت التهديد ساعدهم في وضع أطراف الجثتين داخل أكياس بلاستيكية ثم أخلوا سبيله، لينهار بعدها ويعترف باقترافه الجريمة الشنيعة، ورميه رأسي الضحيتين بعدما فصلهما عن الجسد بوادي دوران المؤدي إلى بالم بيش، وصرح أنه طعن صديقه وعند عودة المحامي من أداء صلاة الفجر طعنه هو الأخر، ولما شاهدهما غارقين في الدماء بدرت له فكرة تقطيعهما أشلاء والتخلص منهما حتى لاينكشف أمره، ثم استعمل سيارة المقاول المجني عليه في تحويل الأعضاء البشرية على ثلاث مرات بمناطق متفرقة، مشيرا إلى أنه باع هاتفي الضحيتين لشخص من القليعة بتيبازة. وقد حاول الجاني التملص مدعيا إصابته بمرض عصبي والإيحاء أنه كان في حالة دفاع عن النفس بعد مناوشات حدثت بينه وبين صديقه، وكانت وراء ارتكابه الجريمة، وهي الأسباب التي لم تقنع هيئة محكمة الجنايات بالبليدة أول أمس أثناء نظرها في القضية، لتدينه بعقوبة الإعدام عن تهم القتل العمدي مع سبق الإصرار وارتكاب أعمال وحشية والسرقة.