أكدت مصادر مطلعة ل "الشروق اليومي" أن وزيرة الثقافة قد ألحت مؤخرا على تنظيم ملتقى دولي نهاية الشهر الجاري، يخصص لبحث استراتيجية وطنية لمكافحة سرقة الآثار يتوقع أن يحضره رئيس الجمهورية، وقد جاءت فكرة استحداث هذا الملتقى بعد الدورة التدريبية لأعوان الأمن والجمارك في حماية الآثار والتراث الثقافي، وهو التنسيق الثاني بين وزارة الثقافة والمديرية العامة للأمن الوطني من خلال إبرام اتفاق يدعم جهاز المكافحة. فقد تعرضت الجزائر في السنوات الأخيرة إلى حملة نهب منظمة استهدفت هويتها التي لا تزال رغم الجهود المبذولة تعرض في المزادات العلنية أو تباع خلسة في السوق السوداء، حيث تمكنت هذا العام فرق حماية التراث التابعة للجمارك الوطنية من استرجاع 4527 قطعة أثرية مسروقة منها 1031 قطعة أثرية و96 قطعة نقدية ذات قيمة تاريخية. فيما أكدت خليدة تومي أنّ اللائحة تتضمن 970 قطعة أثرية جرى العمل على إرجاعها إلى المجموعة الوطنية، وثمنت على هامش افتتاح الدورة التكوينية لأعوان الجمارك والأمن في حماية التراث على الجهود المبذولة أيضا مع الشرطة الدولية (الأنتربول) لاسترجاع رأس ماركورال الأثري الذي جرى تهريبه في وقت سابق إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، في انتظار استرجاع تحفتين أثريتين هامتين بفرنسا. كما تم إنقاذ 98 قطعة أثرية كادت تسرق من متحف جانت أقصى الجنوب الجزائري، وإيقاف عدة محاولات بغرب البلاد خاصة بتلمسان أين تعرضت لوحات فنية قيمة إلى محاولة تهريب إلى مالي والنيجر، كما تم إحباط عدة محاولات لتهريب 250 قطعة أثرية حاول بعض السياح الأجانب تمريرها أهمها رسومات للفنان الشهير بيكاسو وقطع نقدية رومانية، ولم يسلم حتى ضريح الإمام العلوي شقيق إدريس الثاني بعاصمة الزيانيين تلمسان، حيث تم سرقة شاهده الأصلي. كما تمكنت الشرطة الجزائرية بعد عام من العمل المكثّف، من استعادة ما يزيد عن 1100 قطعة أثرية تعرضت للسرقة بينها (رأس بيكاسو)، و444 قطعة أركيولوجية، بينها 111 قطعة نقدية وجدت في تونس، وأوقفت أيضا عديد الشبكات المنظمة التي نشطت في تهريب الآثار، أهمها شبكة يهودية تم تفكيكها العام الماضي بباتنة، وفي نفس السياق أكد مستشار وزارة الثقافة نور الدين عثماني على صحة الخبر، وأشار إلى أن إصرار الوزيرة على تنظيم ملتقى دوليا نهاية جانفي الجاري هو تحصيل حاصل لما وصلت إليه سياسة التكوين في ثاني دفعة من أعوان الأمن والجمارك تخرجت الشهر المنصرم، وأشار إلى أن الملتقى سيأخذ بعدا دوليا في إطار خطة استعادة الجزائر لممتلكاتها الاركيولوجية أينما وجدت والدفاع عن آثارها التي تستهدف من طرف شبكات تهريب دولية تتواطؤ معها جهات محلية. آسيا شلابي