هاجم رئيس الوزراء المغربي، عبد الإله بن كيران، الجزائر مجددا، متهما إياها بالتسبب في خروجه من الاتحاد الإفريقي، وظهر بن كيران بثوب الشامت في الجزائر، كونها حسبه خضعت لنفوذ الشرق من خلال التواجد العثماني والاستعمار الفرنسي قبل المغرب بعقود، ووصل الأمر به إلى اتهام الجزائر بالإرهاب وبأنها هي من يقف وراء الاعتداء الإرهابي ضد فندق مراكش عام 94. تواصل مسلسل التصعيد والتشويه المغربي ضد الجزائر، حيث قال الوزير الأول عبد الإله بنكيران في مقابلة صحفية مع قناة الحرة الأمريكية نالت علاقات الجزائر بالمغرب النصيب الأكبر منها، إن علاقة المغرب بإفريقيا ليست وليدة اليوم وليست وليدة منظمة الاتحاد الإفريقي، إنها علاقات عريقة ومتينة، حيث حاول المتحدث حصر الولاء الروحي والديني للقارة الإفريقية في المغرب كتبرير لغيابه الدبلوماسي وقال إنها مبنية على الجانب الروحي فنصف القارة الشمالية كانت على علاقة بالمغرب من خلال الطرق الصوفية، ولهذا فرغم مغادرة المغرب منظمة الاتحاد الإفريقي إلا أن كانته في إفريقيا كبيرة. وهاجم رئيس الوزراء المغربي الإسلامي الاتحاد الإفريقي، معتبرا أنه في السنوات الأخيرة هناك تساؤل عن هذا الوضع غير الطبيعي -غياب المغرب عن الاتحاد الإفريقي-، مشيرا إلى أن المنظمة اتخذت موقفا غير معقول وغير موضوعي بسماحها بدخول دولة غير موجودة من الناحية العملية إلى صفوفها في إشارة للجمهورية العربية الصحراوية، حيث اتهم الجزائر بطريقة غير مباشرة بكونها من وقف وراء دخول هذه الدولة، وقال "كان وراء دخولها أشخاص معروفون بعدائهم للمغرب.. نحن ننتظر أن يُصحح هذا الوضع لنرجع إلى عضويتنا في المنظمة". ورغم الاعتراف الدولي المتزايد بالجمهورية العربية الصحراوية، إلا أن بن كيران حاول إغفال ذلك، وقال بأنه لم يكن من المنطقي أن تكون هناك دولة تدعي الوجود على حساب المغرب، بينما المنتظم الدولي -أي المجتمع الدولي- لم يحسم في هذا الأمر بعد.. هذه الدولة غير موجودة عمليا، وتابع "هي موجودة فقط على أرض الجزائر". وتقلد بن كيران دور الناصح الأمين معطي الدروس للغير، في رده على سؤال حول الحدود المغلقة بين البلدين، وقال بأن الجزائر لا تحتاج إلى فتح صفحة جديدة.. تحتاج للرجوع إلى الصفحة الأصلية.. تاريخنا مشترك.. نحن شعبان متقاربان جدا نشترك في اللغة والدين.. ". وتابع بن كيران، وقد بدا منتشيا من كون الجزائر خضعت لنفوذ الشرق من خلال الحماية العثمانية وتعرضها للاستعمار الفرنسي لفترة أطول من المغرب، وقال "صحيح ليس لدينا نفس التاريخ، فقد عشنا في المغرب بطريقة مستقلة وهم خضعوا لنفوذ الشرق (الإمبراطورية العثمانية) وفرنسا قبلنا بعقود، وأضاف "لكن نحن والجزائريون إخوة يجب أن تكون علاقتنا قوية". وجدد الوزير الأول المغربي اتهامه للجزائر بكونها هي من وقف وراء الهجوم على فندق مراكش سنة 94 مدفوعا من الجزائر أو أنه شخص جزائري الجنسية، وقال في هذا الصدد "الجزائر تتذرع بحدث وقع في 1994 بعد هجوم شخص جزائري أو مدفوع من الجزائر على فندق في مدينة مراكش وإغلاق المغرب حدوده مع الجزائر آنذاك.. هذا حدث قبل 20 سنة.. هل مسموح بين دولتين جارتين وشعبين شقيقين متلاحمين أن يستمر قطع الرحم؟ هذا غير طبيعي"، وتابع "أوروبا تسمح بمرور الأشخاص والبضائع ونحن نريد أن يكون لنا توازنا مع القارة الأوروبية بينما لا أستطيع (مثلا) السفر إلى الجزائر براً"