كشفت مصادر مطلعة للشروق أن السلطات الجزائرية طلبت من السفير الأمريكي في الجزائر روبرت فورد أن يمر حصرا عبر وزارة الخارجية قبل أي اتصال أو لقاء يجريه مع الدوائر الوزارية المختلفة أو الهيئات الحكومية الأخرى أيا كان طابعها. وقالت إن وزراء الحكومة تلقوا تعليمات مماثلة في هذا الاتجاه، دون أن تعطي تاريخا دقيقا يذكر متى صدرت هذه الخطوة من السلطات الجزائرية، لكنها قالت إن ذلك "حدث قبل أسابيع قليلة عندما لاحظت السلطات أن السفير الأمريكي يكثف من اتصالاته بدوائر ومسؤولين حكوميين من مختلف القطاعات دون إعلامها كما تقتضيه الأعراف والمواثيق الدبلوماسية الدولية"، وعندما اتصلت الشروق أمس تطلب تعليقا من السفير على ما ورد إليها نقل إلينا أحد مسؤولي السفارة أن السفير روبرت فورد "لم يتلق أي مراسلة رسمية من وزارة الخارجية في هذا الخصوص"، دون أن ينفي أو يؤكد إن كان التدخل الجزائري جاء شفويا أو تم عبر قناة رسمية أخرى ما عدا وزارة الخارجية. وقالت مصادرنا إن هذه الخطوة "ليست بدعة وتهدف فقط الى تذكير الدبلوماسيين ببروتوكولات العرف المتبع". وتنص اتفاقية فيينا التي تنظم عمل السفراء والبعثات الدبلوماسية بين الدول أنه من واجب الأشخاص الذين يتمتعون بالامتيازات والحصانات احترام قوانين الدولة المستقبلة وأنظمتها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، كما يجب التعامل مع الدولة المعتمد لديها في شأن الأعمال الرسمية التي تسندها الدولة المعتمدة إلى البعثة، وأن يجري مع وزارة خارجية الدولة المعتمد لديها أو عن طريقها أو مع أي وزارة أخرى قد يتفق عليها. ونفت مصادرنا أن يكون لذلك علاقة بما يصفه بعض الملاحظين "سقطات دبلوماسية" وقع فيها السفير الأمريكي خلال فترة خدمته القصيرة في الجزائر أبرزها التحذير الصحفي الشهير الذي صدر عن السفارة غداة التفجيرات التي ضربت قصر الحكومة في 11 أفريل من العام الماضي، وراح الإعلان يخرج عن وظيفته كتحذير موجه للجالية الأمريكية الى تقرير أمني "يتنبأ" بتفجيرات لم يتردد في إعطاء مكانها وزمانها. وقالت مصادر أخرى إن الإدارة الأمريكية في واشنطن أعلمت السفير فورد بأن مهمته في الجزائر ستنتهي بداية الصيف القادم، قبل انقضاء سنتين على وجوده في الجزائر التي قدم فيها أوراق اعتماده للرئيس بوتفليقة مطلع سبتمبر من العام 2006، ويعتقد ان وجهته القادمة ستكون العراق التي عمل بها قبل مجيئه الى الجزائر. وبذلك يكون روبرت فورد السفير الأمريكي الذي قضى أقصر مدة خدمة في الجزائر. ويحسب للسفير الأمريكي الذي يتقن العربية بشكل جيد أنه من أكثر السفراء الذين مروا على الجزائر اهتماما بمد جسور الاتصال مع الصحافة والمجتمع المدني والحديث إليهم في مواضيع كان سابقوه يعتبرونها "طابوهات". عبد النور بوخمخم