تناولت أمس محكمة الحراش قضية خطيرة حيث كشفت في جلسة علنية عن شبكة أفارقة تتكون من 7 أفراد من بينهم امرأتان تتراوح أعمارهم ما بين 34 و36 سنة إذ يقوم هؤلاء بالتهريب والتزوير في أختام رسمية وأوراق نقدية من العملة الصعبة باستعمال ورق من النوع الرفيع ويحوزون على أختام منظمة اللاجئين والأمم المتحدة كما يقوم هؤلاء وهم من جنسية مالية ونيجيرية بالنصب والاحتيال على الناس عبر الأنترنت * * وللصدفة الغريبة في القضية أن المتهمة بإيوائهم في فيلا ملك لها بباب الزوار، هي والدة عميد الشرطة الذي أبلغ عنهم، وأرملة ضابط سامي في الجيش الشعبي الوطني، من أصول مصرية. * هذه المتهمة البالغة من العمر 80 سنة، قالت إن الأفارقة انتهزوا عطفها وطيبتها وتحايلوا عليها عندما طلبت منهم تسجيل عقد الإيجار لدى موثق، وقالت إنها كانت تنوي تسوية الوضعية معهم بعد عودتها من العمرة، لكنها مرضت وأدخلت مستشفى عين النعجة، ولم تكن تدري بما وقع خلال غيابها واستطردت قائلة "ابني وداني في داهية". * القاضي سأل الأفارقة الموقوفين والبالغ عددهم 7 أشخاص، عن الطريقة التي جاءوا بها للجزائر، فقال لها المتهم الرئيسي المدعو موسى من جنسية مالية إنه كان ينوي الذهاب إلى اسبانيا، وعن علاقته بمريم ابنة بلده، والمتهمة معه، أجاب أنه كان يقيم معها في الطابق العلوي للفيلا كونها زوجته. فيما برّر متهمون آخرون وجودهم على أرض الوطن بالبحث عن نادي رياضي للالتحاق به هنا على أساس أنهما لاعبان رياضيان مشهوران. * المحكمة استدعت ابن السيدة المصرية على أساس الاستدلال، حيث أكد أنه متحصل على ماجستير في القانون الجنائي ويدرك جيدا تحركات المجرمين، وقال إنه تقدم منذ شهر إلى مصالح الأمن، مع العلم أنه عميد شرطة، وأخبرهم عن الشبكة وما تقوم به في محل خاص بها بالطابق الأرضي للفيلا. * ولدى التفتيش، وجد بحوزتهم أختام مهمة ووسائل وتقنيات حديثة خاصة بالنصب والاحتيال والتزوير واستعماله، إلى جانب مبالغ مالية مزورة من الأورو. * وقد أحيل هؤلاء على محكمة الحراش في 18 جوان الفارط، ليلتمس ضدهم أمس، وكيل الجمهورية أحكاما ما بين 3 و4 سنوات حبسا نافذا، في حين طالب بتطبيق القانون ضد السيدة المصرية، على أساس إيواء أجانب دون رخصة، خاصة وأنهم مقيمون بطريقة غير شرعية في الجزائر.