يرغم عديد الأولياء أبنائهم على الخضوع لحميات غير مدروسة بغية مساعدتهم على التخلص من الوزن الزائد، وإن كان المختصون قد أجمعوا على أن العادات الغذائية السيئة لدى الأطفال في مرحلة النمو والاعتماد على الوجبات السريعة وراء انتشار البدانة لدى الأطفال الصغار، إلا أنهم حرصوا على ضرورة توخي الحذر لكون الطفل في مرحلة النمو. أصبحت البدانة أو السمنة السمة الغالبة على أطفال هذا الجيل حيث يتمتع أطفال هذا الجيل بأوزان زائدة، وهو ما اضطر أولياءهم للجوء إلى فرض حميات عشوائية مستمدة من مواقع الأنترنيت كحرمانهم من بعض الأكلات المفضلة إليهم والوجبات الأساسية، متناسين أهم مسببات البدانة وهي الوجبات السريعة فجل الأطفال يستبدلون وجبات الغذاء بأكل المحلات المشبع بالزيوت والدسم زيادة على المشروبات الغازية، وهو ما يعرضه لخطر الإصابة بأمراض مرتبطة بزيادة الوزن كالسكري،ضغط الدم، أمراض القلب واختلال في أداء وظيفة الكلى. وفي هذا الإطار، أفاد البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس مصلحة طب الأطفال بمستشفى الحراش، أنه مؤخرا تم إحصاء 14 ٪ من أطفال الجزائر يعانون من السمنة فالأكل العشوائي المليء بالدهون والسكريات خاصة بالنسبة للتلاميذ المتمدرسين والذين يرفضون التوجه إلى المطاعم المدرسية وامتناعهم عن الحركة وممارسة الرياضة، عامل رئيسي في ذلك، وأضاف المتحدث أن أقل من 3 ٪ من التلاميذ المتمدرسين مسجلون في نواد رياضية، وهو ما يزيد خطر السمنة عندهم واحتمالات الإصابة بداء السكري. وشدد المختص في طب الأطفال على ضرورة فقدانهم للأوزان الزائدة غير أن ذلك لا يتم بالحميات العشوائية بل بالعودة إلى النظام الغذائي القديم الذي كان سائدا في الجزائر خلال القرون الماضية والمسمى بالحمية المتوسطية، والتي تعتمد أساسا على الخضر والفواكه الطبيعية واللحم المشوي على النار مع استبدال الزيوت بزيت الزيتون الطبيعي والصحي، وأردف البروفيسور خياطي أنه من الواجب على العائلة أن تراقب النظام الغذائي لطفلها وتحاول الاعتماد على البروتينات والمفور والمشوي مع الامتناع عن المشروبات الغازية والعصائر لاحتوائها على كميات كبيرة من السكريات واستبدالها بالفواكه الطبيعية. ودعا البروفيسور خياطي الأولياء لتشجيع أبنائهم على الحركة باستمرار وعدم الجلوس لساعات طويلة أمام شاشات التلفزيون والهواتف الذكية وأجهزة الكومبيوتر وهو ما يقلل من حركتهم ويعطل حرقهم للدهون.