علماء ورجال دين، دكاترة وباحثون، فقهاء ودعاة، لمت شملهم أمس الأول دار الثقافة هواري بومدين بسطيف، التي كانت على موعد مع فعاليات المنتدى الدولي الأول لأحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي شهد في يومه الأول حضورا قياسيا للجمهور بمختلف أطيافه وفئاته، من أئمة وباحثين إلى طلبة وحتى من البطالين كانوا في الموعد وفي مستوى الحدث، لمنتدى أعطي له من الشعارات"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين". أول ضيف للمنتدى، شخص قدم من مصر، شماس سابق بكنائس القاهرة، قبل أن يعتنق الدين الإسلامي، الدكتور جمال زكريا إبراهيم أرمينيوس الذي قدم شهادته حول كيفية اعتناقه الدين الإسلامي، وميزات هذا الأخير عن باقي الديانات السماوية، جمال زكريا قال عن نفسه، أنه نشأ كغيره من النصارى في مصر بين عائلة تؤمن بإله ثالوثي، ينظر إلى الإسلام في مصر على أنه دخيل وافد . إلتحق بمدرسة الثالوث كشماس في إحدى الكاتدرائيات ليكون أحد دعاة هذه العقيدة مجاهداً من أجل نشرها وتعليمها للناس، تم إعداده وتوجيهه إلى أن أصبح داعياً لله الثالوث، مكافحاً لنشر طقوسه وتعاليمه، إلى أن مَنّ الله عليه باليوم الذي ركب فيه سفينة النجاة بعد قراءته للقرآن بتمعن ودقة، ومن هنا كانت نقطة تحوّل في حياته من دهاليز الظلام إلى النور الذي جاء به خير الأنام. ثاني شخصية قدمت شهادتها عن الدين الإسلامي، شاب نمساوي اسمه مارتن وينبرغر قبل أن يتحوّل إلى محمد عمر بعد اعتناقه الدين الإسلامي سنة 2007، محمد عمر في مداخلته أبرز جملة من المحاور التي تميز الدين الإسلامي الحنيف، لاسيما بالقارة الأوروبية التي ساهمت وسائل إعلامها بقسط وفير في تلطيخ صورة الإسلام الذي يتحدثون عنه بلغة خاطئة، خصوصا في الآونة الأخيرة عقب ما يصطلح عليه بحادثة شارلي إيبدو، جعلت من الأوروبيين لا يريدون الاستماع للإسلام، وإنما يعيشون فقط لما يخدم مصالحهم. محمد عمر قبل اعتناقه الإسلام، كان كباقي الشباب الأوروبي، ابن نواحي مدينة فينا بالنمسا، ينحدر من عائلة مسيحية أبوه يسيّر كنيسة، طيلة شبابه كان يهتم بالسيارات الفاخرة ولا يهمه الدين أصلا، ذات يوم ساقه الفضول للاستماع إلى القرآن بالتحديد سورة يس، محمد يقول إنه لم يكن يفهم المعنى، لكنه شعر بأن ذلك الكلام ليس بكلام شخص، الأمر الذي جعله يقتنع بأن للكون رب، وأن ما جاء به خاتم الأنبياء، هو الأصح، ومن هنا كانت نقطة تحوّله بعد نطقه بالشهادتين، وكشف محمد عمر أن النمسا تحصي اليوم أزيد من 5700 مسلم، يعملون على إعطاء الصورة الحقيقية عن الإسلام بأنه دين التسامح والمساواة..