تحظى التجارة الموسمية برواج كبير وسط المصطافين، فلا تكاد تمر ثانية وأنت على الشاطئ، إلا وتعالت أصوات فتيان وأطفال من مختلف الفئات العمرية، لا يكفون على الذهاب والعودة، منادين على بضاعتهم، والتي تكون في بعض الأحيان وجبات غذائية، ملابس، إكسسوارات، بل وحتى بعض المستحضرات الهامة والحساسة مثل "البرونزاج"، وهو ما يطرح عدة إشكالات حول مدى صلاحيته ومخاطره الصحية. تحوّلت تجارة "البرونزاج" على شاطئ البحر، إلى أكثر أنواع التجارة رواجا، والتي يقبل المصطافون على شرائها من التجار المتجولين، غافلين على المخاطر الصحية الكبيرة، والأمراض الجلدية التي قد تسببها هذه المادة المعروضة للبيع تحت أشعة الشمس. وللوقوف أكثر على الظاهرة، توجهنا إلى شاطئ قورصو، وهناك لاحظنا تجول شبان في سن العشرين، يسيرون تحت أشعة الشمس، حاملين قارورات لمختلف ماركات "البرونزاج"، وتباع بأسعار من 100 إلى 150 دج. وعند حديثنا مع أحد الباعة، أكد لنا أن بعض المصطافين ينسون جلب "البرونزاج" معهم، لذا يفضلون اقتناءه منهم. وعند استفسارنا عن سلامة المنتج، أوضح محدثنا بأنه سليم، غير أنه بحث مطولا عن تاريخ الإنتاج وانتهاء الصلاحية ولم يعثر عليه، مواصلا أنه لم يحدث وأن اشتكى أحدٌ منه، ويعتقد أنه لا يتضرر من الشمس، لأنه مصنوع خصيصا للوقاية منها، ولما حاولنا إفهامه أن هذه المنتجات لا يجب عرضها بطريقة مباشرة تحت أشعة الشمس، رفض ملاحظتنا، وأبدى تمسّكه بموقفه. ولأن بعض المصطافين يتخوفون من هذه المنتجات ومخاطرها على بشرتهم، يلجأون إلى استعمال بعض الحيل والطرق القديمة للحصول على لون بشرة أسمر ذهبي، حيث كشفت لنا إحدى الفتيات، والتي كانت تتمتع بحمام شمسي، أنها تفضّل دهن جسمها بشراب الشعير "البيرة"، ثم الجلوس لمدة ساعة في الشمس، وهو ما يمنحها سمرة تضاهي سمرة نجمات بوليوود. فيما رفضت صديقتها استعمال "البيرة" لأنها "شُبهة"، مفضلة وضع خلطة تصنعها بنفسها للتأكد من مدى صلاحيتها، وهي متكوّنة من القهوة مع زيت الزيتون، أو زيت الزيتون بالليمون، وغيرها من الوصفات المعروفة والآمنة. من جهته، حذر رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلِك ومحيطه لولاية الجزائر مصطفى زبدي، من المواد المعروضة للبيع على الشواطئ، وشدد على ضرورة شرائها من محلات نظامية خاصة ببيع مواد التجميل أو الصيدليات، وأن تكون آمنة، مضيفا أن هذه السلعة المعروضة بطريقة عشوائية، معظمها مقلدة وغير آمنة، أي منتهية الصلاحية، وهنا يصعب على المستهلِك في حال تضرره من استخدامها متابعة التاجر والحصول على تعويض، وأردف زبدي أن وضعها على البشرة قد يؤدي إلى الحساسية وتهيجات والتهابات البشرة، خاصة لدى الأطفال، لكونها مواد سامة، ووصف رئيس جمعية حماية المستهلك، أن ما يجري في الشواطئ حاليا هو نفسه ما يحدث في الأسواق الفوضوية.