قضت محكمة جنايات العاصمة، الإثنين، باحتجاز المتهمة "ق. راضية" 34 سنة بمستشفى الأمراض العقلية فرانس فانون بالبليدة بعد ثبوت إقدامها وهي في حالة جنون على قتل ابنتها "سيرين" الحديثة العهد بالولادة (كان عمرها24 يوما) بعدما فصلت رأسها عن جسدها باستعمال آلة حادة. وقد قضت محكمة جنايات العاصمة بهذا الحكم بعدما أكدت عدة خبرات عقلية بأن المتهمة تعاني من حالة الجنون المطلق" أو بما يسمى ب "السكيزوفرينا" حيث قررت "وضعها بمستشفى مختص لتلقي العلاج المناسب"، وتعود وقائع القضية - حسب قرار الإحالة - إلى تاريخ 24 نوفمبر 2011 بديار الباهية بالقبة بالعاصمة حينما أقدمت المتهمة وهي أم لثلاث أطفال على قتل ابنتها التي تبلغ من العمر 24 يوما فقط حيث قامت بذبحها من الوريد إلى الوريد. وبسبب إصابتها بمرض "السكيزوفرينا" كانت المتهمة تتناول يوميا دواء يقيها من التصرفات العدوانية التي قد تعتريها ولكنها عندما حملت بابنتها المتوفاة امتنعت عن أخذ الدواء لكي تتدهور حالتها العقلية وأقدمت على هذا الفعل المشين حسب ما جاء تبعا لذات المصدر. وبعدما اعتبر النائب العام لدى مجلس قضاء الجزائر أن المتهمة لم تكن في حالة جنون حينما ارتكبت فعل القتل علل قوله بمحاولة المتهمة بشتى الطرق "طمس آثار الجريمة حيث قامت برمي جثة الرضيعة بالقمامة ثم قامت بغسل البطانية التي كانت مخضبة بالدماء ملتمسا تسليط عقوبة 20 سنة سجنا في حقها". ولم يستبعد النائب العام كون "المتهمة أصيبت بالجنون بعد إقدامها على هذا الفعل المشين، معتبرا "أنها كانت سليمة العقل عند ارتكابها للوقائع المنسوبة إليها"، مضيفا أن المتهمة قامت بعد طمس آثار جريمتها بتبليغ الشرطة مدعية أنه تم اقتحام منزلها من طرف سارقين الذين اختطفوا ابنتها الرضيعة ولكن بعد التحقيق تبينت الحقيقة. وأكد مختصون في الأمراض العقلية في تصريحات لوكالة الأنباء الجزائرية، أن "احتجاز المتهمة بمستشفى الأمراض العقلية سوف ينتهي حينما تتحسن حالتها بفضل الأدوية"، مضيفين أن حالتها وإن تحسنت تستدعي الالتزام يوميا بأخذ الدواء الخاصة بها دون انقطاع لتجنب ارتكابها لمثل هذه الأفعال.