دفع غياب الأئمة على مستوى عدد من مساجد المنيعة بغرداية، التي تعرف حالة من التسيب، عددا من المتطوعين من الشيوخ وجيران المسجد، إلى رفع الآذان وإقامة الصلوات الخمس، رغم تخلفهم أحيانا عن المواعيد وسقوطهم أحيانا أخرى في الأخطاء بسبب عدم إتقانهم للقراءة وأحكام التجويد. تعرف مجموعة من المساجد المنتشرة عبر بلديات ولايات غرداية، لاسيما بالولاية المنتدبة المنيعة، وضعية مزرية، بسبب المشاكل التي تتخبط فيها، وهو ما جعل المصلين يناشدون الجهات المعنية، التدخل للعناية اللازمة ببيوت الله، وإعطائها دورها الريادي المنوط بها في خدمة التربية والتعليم. وتعاني مجمل المساجد بالمنيعة من عدم الاهتمام بمظهرها الخارجي وحتى الداخلي، ناهيك عن افتقارها للائمة ومدرسي القرآن، فرغم تواجد مسجد عمر الفاروق بوسط مدينة المنيعة، إلا أن ذلك لم يحرك شيئا، في نفوس المسؤولين، لإعادة الاعتبار لهذا الصرح الذي يعرف حالة مزرية، في مختلف المرافق، حيث تنعدم به النظافة، لاسيما بالمراحيض التي تحولت إلى برك للمياه القذرة، وهو ما خلف تذمرا كبيرا في نفوس المصلين، الذين يجدون صعوبة كبيرة في الوضوء، خاصة مع انعدام المياه الساخنة. كما تعرف القاعة المخصصة للصلاة تدهورا كبيرا، بسبب الأوساخ والأتربة المتراكمة على سجادات الصلاة، التي تنبعث منها الروائح الكريهة، وهي المشاكل التي دفعت المصلين الذين تساءلوا عن دور لجنة المسجد في قيامها بمختلف الأدوار المنوطة بها، للاهتمام بهذا المرفق الديني إلى الهروب نحو مساجد أخرى تتوفر على الشروط الملائمة للصلاة. وقد حركت الحالة المزرية التي يعيشها هذا المسجد، عدد من الجمعيات المحلية، على غرار جمعية خدام بيوت الله، للقيام بتنظيف وتعقيم وصيانة المسجد، تحت شعار "ليكون بيت الله أجمل". من جهة ثانية عبر سكان حي الماضي الذي يعد من أقدم أحياء المنيعة، عن استيائهم الشديد نتيجة التسيب الذي لحق بمسجد الحي، من خلال افتقاره للأئمة ومدرسي القرآن، منذ مدة طويلة، وهو ما دفع مجموعة من المتطوعين من الكهول المجاورين للمسجد، إلى القيام بأعمال الإمامة على الرغم من أنهم لا يحسنون إقامة الصلاة ولا تلاوة القرآن. في سياق أخر طالب المواطنون بالمنيعة بولاية غرداية، الجهات المعنية، بالتدخل لتدارك النقائص التي تعرفها مساجد الجهة، مع إحياء دور المسجد في المجتمع من خلال تقديم دروس ومحاضرات دينية مفيدة للمصلين في مجال التنشئة الاجتماعية والأخلاقية، والعمل بجدية على استقطاب الشباب من الشارع لتعليمهم بما هو موافق للأخلاق السامية.