كل الطرق لا تؤدي إلى براقي ..مسالك ترابية تحولت إلى مستنقعات من المياه والأوحال. أحياء تغرق في المياه نتيجة الأمطار الأخيرة. نفايات عيد الضحى مترامية هنا وهناك، والبالوعات المسدودة تصنع الديكور. هي صور عن الأوضاع المزرية التي دفعت سكان براقي أمس للخروج عن صمتهم. الجميع عقد العزم على تفجير الوضع وانتهاج طرق غير سلمية إذا ما ظل الأمر على حاله. * * التهديد باحتجاجات "عنيفة" في حال بقاء الأوضاع على ما هي عليه * خرج، السبت، المئات من مواطني أحياء المرجة و2004 مسكن والمناصرية ببلدية براقي إلى الشارع وأضرموا النيران في العجلات المطاطية عبر 5 مواقع من هذه البلدية، كما أغلقوا الطريق الولائي احتجاجا على انعدام التهيئة بكل الطرقات المؤدية إلى أحيائهم. * غضب لم تتمكن مصالح الأمن المحاطة من كل جهة من امتصاصه، وظلوا يندّدون بالأوضاع التي أقل ما يقال عنها إنها "كارثية"، وهو ما وقفت عليه "الشروق اليومي"، حيث كان صعبا علينا أن نتنقل عبر الأحياء بأحذية عادية لأن الأمر يتعلق بآبار من الأوحال المختلطة بالمياه القذرة المتسربة من البالوعات المسدودة. * وشل المواطنون حركة المرور إلى حدود الساعة11 قبل أن يتدخل رئيس البلدية الذي طالب بتعيين ممثلين عن المحتجين لعقد لقاء مع الوالي المنتدب وحمل كل الانشغالات التي دفعتهم بالخروج إلى الشارع. ومع ذلك رفض أغلبهم مبارحة أماكنهم مطالبين بحضور والي براقي لمعاينة تلك الأوضاع بنفسه. * وأكد لنا بعض مواطني حي المرجة وحي 2004 مسكن أن الطريق التي تم قطعها تمت تهيئتها منذ عامين لكن بصفة سطحية لم تراع بحسبهم المقاييس، فبدل أن يكون علوها 12سم لم تتعد 7 سنتيمترات مما أدى إلى اقتلاعه مخلفا وراء حفرا. * وللأسباب نفسها يضطر بعض مستعملي الطريق من استعمال الأرصفة تفاديا لحالة الطرقات، وهو ما يشكل خطرا كبيرا على المارة سيما منهم تلاميذ الأحواش المتمدرسين ببراقي. * ففي هذا الصدد أكدت لنا أستاذة من متقنة المرجة الجديدة أن أساتذة الثانوية أضربوا لمدة أسبوع بسبب اهتراء الطرقات التي تسببت في عديد من الحوادث، فيما امتنع التلاميذ عن الالتحاق بمدارسهم لمدة أسبوعين كاملين في نوفمبر المنصرم. * وأخطر من هذا فإن بعض مستعملي الطريق بين براقي وسيدي موسى من أصحاب الشاحنات يضطرون لاستعمال طريق المرجة لتفادي اختناق المرور ما ينذر بحوادث محتملة هناك. * بحي بن طلحة فالأوضاع لا تقل تدهورا، بحيث التفّ حولنا جمع من مواطني حي محمودي وعلامات الغضب بادية عليهم، فبنبرة شديدة تحدث إلينا أحد المواطنين "لم يبق لنا دور في زرع مبادئ حب الوطن في نفوس أبنائنا، لأن مسؤولينا حطموا تلك الإرادة"، وتساءل آخرون عن سبب تهميش الحي رغم أنه يأوي أزيد من 2000 ساكن. * من جهة أخرى فإن برك الأوحال حالت دون تمكين عمال النظافة من حمل مخلفات عيد الأضحى التي شكلت مفرغة أمام تجمع سكني، مما تسبب في انتشار الروائح الكريهة. * جريمة أخرى انتهكت في حق الطبيعة والبيئة بالقرب من حي محمودي، حيث حولت المياه القذرة مستثمرة بأكملها إلى مستنقع للمياه القذرة، حيث قضت الأوحال على مئات الهكتارات من الأشجار المثمرة. * وحسب المواطنين فإن أشغال توصيل شبكة الغاز التي كان يتحجج بها المسؤولون كانت قد انطلقت في 2007 لكنها توقفت لأسباب مجهولة. واقع دفع المواطنين الى التهديد بالاحتجاج وانتهاج طرق غير سلمية لاحقا.