أكد الرئيس المنتهية ولايته والمرشح المستقل لانتخابات التاسع أفريل عبد العزيز بوتفليقة، أنه لن يقدم على اتخاذ أي إجراء جديد ضمن مسار المصالحة الوطنية من دون أن يستشير الشعب. * * أريد أغلبية ساحقة، 10 سنين بركات.. ولست بحاجة لكرسي راشي * * و أشار بوتفليقة إلى أن اتخاذ قرار بحجم قرار العفو الشامل لن يكون من دون استفتاء الجزائريين، معللا ذلك باحترامه لخيارات الشعب التي تملي عليه عدم الإقدام على اجراءات تكون على حساب الجزائريين وكرامتهم، مشترطا الأغلبية الساحقة أرضية للعهدة الثالثة، موضحا للجميع أن "10 سنين بركات... ولست بحاجة للجلوس على "كرسي راشي" في إشارة منه إلى ضرورة التصويت بكثافة لتحقيق نسبة نجاح عالية تضاهي نسبة رئاسيات 2004. * وقال بوتفليقة أمس خلال التجمع الشعبي الذي نشطه بالقاعة البيضاوية، بمركب محمد بوضياف، لدى إسداله الستار على حملته الانتخابية أن استرجاع السلم والأمن الاجتماعيين ظلا دائما أولوية الأولويات، مردفا "لقد مكنتني الحملة الانتخابية من الوقوف على النتائج الإيجابية للمصالحة الوطنية"، مجددا ترحيبه بكل من أراد أن يعود إلى أحضان الوطن، والاستفادة من تدابير المصالحة الوطنية، وتمسكه بالقضاء على بؤر التوتر، وفي الوقت ذاته جدد عزمه على عدم الاستسلام أمام المتمسكين بنهج الإرهاب، مؤكدا أن قوات الأمن يتقدمها الجيش الوطني الشعبي ستكون بالمرصاد للفئات الضالة، وستهزم كل من يرفض العودة إلى أحضان الأمة والتخلي عن العمل المسلح. * وأضاف المرشح المستقل، الذي اختار مخاطبة فئة الشباب في آخر تجمع له قائلا "الجزائر بحاجة إلى ثورات جديدة، تكون بعيدة عن العنف ويكون نتاجها تشييد الوطن الذي لن يتسنى سوى بالدراسة وتحقيق الأمن" وتابع "لقد لاحظتم بأنني قد قمت بكل هذه النشاطات في سياق لم يكن دوما باليسير ولقد بذلت قصارى جهدي لتحسين صورة الجزائر في العالم لكنني لطالما وضعت في صدارة اهتماماتي قضية استتباب السلم الاجتماعي والأمن في البلاد قاطبة". * واستطرد "لئن فضلت انتهاج هذا المسعى فلأن معاناة شعبنا طالت جدا ولأننا ملزمون باتخاذ جميع التدابير التي تحفظه من المزيد من الآلام والمعاناة ولتمكين وطننا من إعادة بناء نفسه". * ولدى تطرقه إلى مسألة العفو الشامل جدد بوتفليقة تأكيده أنه "ليس هناك عفو شامل دون العودة إلى الشعب الجزائري من خلال استفتاء شعبي"، موضحا أن الشعب الجزائري "هو من يملك العفو ونحن ليس بأيدينا إلا تطبيق قراراته بكل حرية ومحبة والتزام لرأيه"، مرده في ذلك "لا عفو شامل على حساب الشعب الجزائري ومصلحة الوطن" لأن هذا الشرط هو الكفيل بتهدئة النفوس، فيما وعد بحل بعض المشاكل الثقافية ذات الصلة ببعض المناطق في إشارة منه إلى منطقة القبائل التي قال أنها أحسنت استقباله. * وبعد أن ذكر بالمكاسب المحققة في مجال السكن والمياه والتعليم والطرقات، أشار إلى أن التحدي القادم يتمثل في "امتصاص أزمة السكن مع رفع امكانات حصول السكان على ملكية سكناتهم الخاصة، وكذا خلق مناصب شغل لمواجهة ثلث مشكلة البطالة، التي قال أن ثلثيها سويت، ولم يبق سوى الثلث الذي يحتاج إلى تكاثف جهود لتسويته، مطالبا الأسر بالعودة إلى لعب أدوارها التربوية، مذكرا الجميع بأن الأمازيغية هي أحد عناصر الهوية الوطنية. * وفي سياق مخالف، قال بوتفليقة أننا بحاجة لاسترجاع شرعية المؤسسات وتحسين الأداء السياسي، معترفا أن قوة تصويت الشعب في المواعيد الانتخابية والإستفتائية الماضية، كانت مبعث مضاعفة جهوده، مطالبا بتحقيق الأغلبية الساحقة في الرئاسيات القادمة، مذكرا أن مدة العشر سنوات كانت كافية بالنسبة له كرئيس رافضا الجلوس على كرسي "راشي" هذه المرة في إشارة ضمنية منه إلى التخوف من نسبة نجاح صغيرة مقارنة بنسبة النجاح المحققة في رئاسيات 2004، متحديا المشككين في إنجازاته بالقول "إنجازتنا واضحة والشمس لن تحجب بالغربال". *