اتهمت عشرات العائلات، التي فقدت أبناءها الحراڤة ولم تعثر عليهم بعد، أطرافا باستغلال مأساتها محليا ووطنيا من أجل الاستحواذ على أموالها، وزيادة رصيدها الجمعوي أو الصعود فوق مآسيها، وقالت حوالي 14 عائلة من ولاية وهران تبحث عن أبنائها المفقودين منذ 9 فيفري 2006 إنها طرقت جميع الأبواب ولم تجد من يصغي لها أو يعطيها خبرا يقينا عن أبنائها، بل انها تعرضت للنصب والاحتيال والتلاعب بمشاعر الأمهات. * 9 فيفري 2006 تاريخ لن تنساه 14 عائلة من وهران فقدت أبناءها الذين اختاروا، كمئات مثلهم، الحرڤة سبيلا للهروب من الفقر والبطالة والتهميش، حيث تقول الأمهات اللواتي اتصلن "بالشروق" لنقل تفاصيل اختفاء أبنائهن الحراڤة إن هؤلاء ما كانوا ليغادروا البلاد لو وجدوا مناصب عمل تنتظرهم أو حتى طرقا للكسب الشريف ورفع مستوى المعيشة، إلى درجة أن إحدى النساء ذرفت الدموع كثيرا وهي تحكي كيف أن ابنها غادر المنزل واختار الحرڤة بعدما سئم رؤية والدته وهي تعمل منظفة..."صحيح أنها مهنة شريفة، لكنه كان يشعر بالخجل من أمه وليس من الناس، فكيف يمكن القبول باعتماده عليها طفلا ثم كبيرا". وتضيف الأم "كان يبحث عن راحتي ولكن يا ليته لم يغادر حتى لو بقيت عمري كله وأنا أخدم الناس بحثا عن لقمة عيش حلال له ولإخوته..".شنافة رضوان، ذهيبة الهواري، بوكلي حسان، دهاني علي، بركان كراشاي أبو سفيان... * هم من ضمن 14 شابا الذين اختاروا الانطلاق ليلة التاسع من فيفري قبل سنتين من شاطئ بني صاف على متن زورق شعيب فيصل 743، من أجل تغيير حياتهم البائسة التي كانوا يتخبطون فيها، خصوصا أن معظمهم من ذوي الدخل الضعيف.. "كانوا جميعا أصدقاء ويعملون يوما واحدا ثم يتوقفون، فلا يجدون مدخولا حتى للسجائر التي كانوا يشربونها ويطفئون معها لهيب الأيام القاسية التي يعانون منها.المثير للانتباه، في قصة هؤلاء الحراڤة أن العائلات، وفي سبيل البحث عن أبنائها، تعرضت لابتزاز من طرف عديد من الجهات، بينهم شخص قدم نفسه على أساس عضو في جمعية خاصة بهذه الفئة ثم استولى على أموال النساء قائلا إنه سيصرفها في تنقله إلى مدينة الناظور للتأكد من عدم وجود الحراڤة هناك في السجن، وقد زادت عمليات الاحتيال بعدما تخوفت العائلات من إيداع شكاوى خوفا على أبنائها الحراڤة بعد عودتهم المأمولة، سواء من اسبانيا أو المغرب، لكن حتى يحين ذلك اليوم الذي تراه الأمهات قريبا، لازلن لا يملكن غير الدعاء سلاحا للصبر وزيادة الأمل بالرجوع.