كشفت أمس، محاكمة مثيرة لثلاثة متّهمين من بينهم إمرأة حول قضيّة قتل راح ضحيّتها عون استقبال بأحد فنادق وسط مدينة وهران، عن عدّة تفاصيل تخصّ تورّط شرطي من عين تموشنت، قضى ليلة حمراء بالفندق وشارك المتّهم الثاني المعروف بترويج الأقراص المهلوسة في جريمة القتل. بعد مضيّ حوالي سنتين، عن الجريمة البشعة التي اهتّزت لها مدينة وهران، على إثر قتل عون استقبال بفندق الونشريس يدعى "ز.ي" وذلك شنقا بعد تقييده على مستوى الأيدي والأرجل وخنقه بقطعة قماش، كشفت إجراءات التحقيق التي عرضتها محكمة الجنايات بمجلس القضاء أمس، عن كلّ تفاصيل الحادثة، حيث وجّهت أصابع الاتّهام إلى شرطي بعين تموشنت يدعى "ص.س" قضى ليلة بالفندق رفقة إمرأة تدعى "ب.س" لم تخل من الخمر، وكان بالغرفة المجاورة له شريكه في الجريمة المدعو "ل.ن" والذي أكّد أحد الشهود أنّه معتاد بيع الأقراص المهلوسة ولم يتّم تسجيله بدفتر الفندق الخاصّ بمصالح الأمن، حيث أكّدت المرأة المتّهمة بعدم الإبلاغ عن جناية أنّ الشرطي غادر غرفتها في حدود الثالثة صباحا ونفّذا جريمتهما، ثمّ لاذا بالفرار بعد أن استوليا على مداخيل تلك الليلة، مضيفة أنّها اكتشفت الجثّة مكبّلة صباح يوم11 من ديسمبر 2007 لتفرّ هي الأخرى دون إبلاغ مصالح الأمن، وكان اكتشاف الجريمة من قبل عاملة النظافة وبعد التحقيق الذي قامت به مصالح الأمن، تمّ توقيف المتّهم الرئيسي "ل.ن" والسماع للشرطي كشاهد في القضيّة، لكنّ مجريات التحقيق تغيّرت بعد اكتشاف بصمات هذا الأخير على قارورة خمر كانت بمسرح الجريمة، ما أدّى إلى السماع إليه كمتّهم، إلاّ أنّ كليهما أنكرا علاقتهما بالقضيّة وصرّح الشرطي أنّه قضى الليلة وحده بالفندق ولا يعرف المتّهم الثاني، الذي صرّح بدوره أنّه لم يبت إطلاقا بالفندق، أمّا المرأة فاعترفت بجميع الوقائع المذكورة وأغمي عليها أثناء المحاكمة، وقد التمس النائب العام إدانة المتّهمين بالقتل العمدي والسرقة الموصوفة بعقوبة السجن المؤبّد و3 سنوات للمرأة، فيما قضت هيئة المحكمة بعقوبة 15 سنة سجنا لهما وعام حبسا نافذا للمتّهمة لعدم الإبلاغ عن جناية.