لم تتأثر العناصر الجزائرية كثيرا من استمرار الاستفزازات المصرية إلى غاية الساعات الأخيرة التي سبقت تنقل أشبال سعدان إلى ملعب القاهرة، حيث واصل الجميع التحضير للمباراة الكبيرة بتركيز كبير دون أن يعيروا أدنى اهتمام للتجاوزات "الفرعونية". * وكم كانت مفاجأتنا كبيرة عند قيامنا بزيارة خاطفة إلى مقر إقامة الفريق الوطني صبيحة أمس، حيث تكرر المشهد الذي عايشناه في الليلة السابقة عندما وجدنا اللاعبين الجزائريين قد طووا نهائيا صفحة الاعتداء الجبان الذي تعرضوا إليه من طرف أنصار مصريين متعصبين حاولوا أن يزرعوا الرعب في قلوب اللاعبين الجزائريين، لكنهم لم يدركوا بأن فعلتهم هذه قد أصبح مفعولها عكسيا بدليل أنها لم تزد صايفي ورفقائه، بما في ذلك اللاعبين الجدد على غرار مغني، يبدة وعبدون إلا تصميما على الثأر لأنفسهم بانتزاع تأشيرة التأهل إلى المونديال وإسعاد الشعب الجزائري برمته. * وحافظ الجزائريون على برودة أعصابهم رغم أن الحصة التدريبية الأولى والأخيرة للتشكيلة الوطنية على أرضية ملعب القاهرة عرفت "احتيال" سائق الحافلة من خلال تغيير المسلك المؤدي إلى الملعب بطريقة استفزازية إلى درجة أن الفريق وصل إلى الملعب بعد أكثر من ساعة في وقت كان من المفروض فيه أن يسلك الطريق المؤدي إلى الملعب في ظرف لا يتعدى الربع ساعة. * وحتى بعد هذا الحادث الجديد، فإن العناصر الوطنية ظلت محافظة على أعصابها وأجرت تدريباتها في ظروف جيدة للغاية، خصوصا بعد أن اندمج كل اللاعبين، بمن فيهم المصابين مع المجموعة، حيث تحدى آخر المصابين، ونعني بهما عنتر يحيى ويبدة إصابتيهما وشاركا رفقاءهما في التدريبات على أمل حضور المباراة. * سعدان يفرض سرية تامة قبل المباراة * قال مصدر من المنتخب الجزائري في اتصال للشروق بأن سعدان فرض سرية تامة على استعدادت المنتخب يوم المباراة، ورفض أي كان من الإعلاميين الاقتراب من مقر إقامة المنتخب، بينما ألزم اللاعبين بالاعتكاف في غرفهم، إلى حين موعد الخروج من الفندق في حدود الخامسة مساء. * التنقل إلى الملعب ساعتين قبل اللقاء * فضّل المنتخب الجزائري أن يتنقل من فندق إقامته ابروتيل لوبساح إلى الملعب في حدود الخامسة على مسافة تقدر بحوالي 20 دقيقة سيرا. * وكان المنتخب الجزائري مرفوقا بتعزيزات أمنية خشية تعرضه للاعتداء أمام مرأى مراقبي الفيفا ما قد يكلف الطرف المصري خسارة المباراة. * وكان المدير الإداري جهيد زفزاف قد رتّب كل الاستعدادات في الاجتماع الفني وأخذ كامل الاحتياطات بالتعاون مع السفارة الجزائرية. * التشويش على نوم "الخضر" تواصل ليلة اللقاء * على الرغم من تعزيز التواجد الأمني المصري بالقرب من مقر إقامة المنتخب الوطني بالقاهرة، إلا أن ذلك لم يمنع بعض الأنصار المحليين من التشويش على المنتخب الوطني ليلة المباراة، حيث كشف لنا عضو في البعثة الجزائرية أن السيارات لم تتوقف عن الذهاب والمجيء إلى الفندق في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة غير مترددة طبعا في تشغيل منبهات الصوت بطريقة مكثفة. * والواضح أن هذه التصرفات، التي كانت متوقعة، الغاية منها التأثير على لاعبي المنتخب الوطني ورفع درجة الضغط عليهم بكيفية تشتت تركيزهم، قبل أن تتدخل الشرطة لوقف "المسرحية" بعد أن اشتكى مسؤولو الوفد الجزائري من الأمر.. والأكيد أن كل شيء كان مرتبا من أجل أن "يتجول" الأنصار المصريون بالقرب من الفندق بحرية مطلقة لمدة معينة من الزمن قبل أن يتدخل الأمن، وفق ما نسجه سيناريو المسلسل المصري، لتفريق هؤلاء المناصرين بعد أن قاموا بدورهم على أكمل وجه. * 10 برلمانيين جزائريين في الموعد * وجاءت العودة إلى الفندق في ظروف جيدة في ظل الإجراءات الأمنية الحازمة التي اتخذها المصريون سيما بعد مراسلة "الفيفا"، ليتناول الجميع مأدبة العشاء في أجواء حماسية وخاصة، قبل أن ينصرف الجميع كل إلى غرفته وكله قلق لدخول الميدان وحسم الأمور بسرعة سيما في ظل تصاعد الضغط على التشكيلة الوطنية باستعمال المصريين لطرق غير رياضية على الإطلاق. * وجاءت الساعات الأخيرة التي سبقت توجه التشكيلة الجزائرية إلى الملعب أمس لتؤكد إصرار اللاعبين على العودة بورقة التأهل، حيث اصطف الجميع في بهو الفندق بداية من الساعة الرابعة والنصف أي قبل ثلاث ساعات عن انطلاق المباراة، لكن خشية الكثير كانت من إمكانية تحويل مسار التنقل إلى الملعب مرة أخرى. * ولاحظنا ببهو الفندق حضورا قويا للبرلمانيين الجزائريين، حيث لم يقل عدد نواب المجلس الشعبي الوطني عن عشرة أعضاء، في وقفة ساهمت في الرفع من معنويات اللاعبين الجزائريين، في الوقت الذي اختار اللاعب صايفي اللحظات الأخيرة قبل التوجه إلى الملعب لكي يكلم شقيقه في الجزائر ويزف له بشرى مشاركة كل اللاعبين الذين تعرضوا للاعتداء الخميس الماضي. لينطلق بعده الجميع نحو الملعب، حيث كانت الساعة تشير إلى الخامسة بالتوقيت المحلي.