وداعا 2009 ... وداعا على واقع سوء التحكم في أنفلونزا الخنازير ومزيد من الأمراض، والمصابين، على واقع صحة الجزائريين في غرفة " الانتظار " .. فلم يبق من الصحة إلا صحة " وجه ونيف " الجزائريين . * وداعا 2009.. على واقع "التآكل" و"الرشوة" للعديد من القطاعات الخدماتية، التي سمعنا عنها أكثر مما رأينا إنجازاتها على أرض الواقع، فسوء التسيير، وتبديد الأموال العامة، وهدر للوقت والإمكانات سيد الموقف في العديد منها يترصد وسبق الإصرار. * وداعا 2009... على واقع انتخابات مجلس الأمة، أمام تجاهل شبه كلي للشارع الجزائري، فكانت الانتخابات على "غير العادة" تأكيدا على انعدام لخريطة سياسية، وتأكيدا أن القبيلة، والدشرية، والمال هو الحاكم والمسيطر. * وداعا 2009... على واقع ظهور بعض "المسترجلين" نفاضهم النظام، يحاولون أن يجدوا عذريتهم الجديدة من خلال عناوين الصحف، أو تلقين الدروس كنا في أمس الحاجة عنها لما كانوا يمسكون "سيف" السلطة، ففاقد الشيء لا يعطيه والدروس لا تنفع. * وداعا 2009 ... على ضوء نمو اقتصادي " ممسحق " أو " اصطناعي " بحكم سعر البرميل، وليس نتاج لنمو إنتاجي تصنعه أنامل الزراعة، والصناعة وقطاع الخدماتي، فاقتصادنا اقتصاد براميل البترول . * وداعا 2009 ... على واقع إضرابات التربية والتعليم، الصحة، والمستخدمين العموميين، واضطرابات " ديار المحصول " وغيرها من المدن والقرى .. * هذه التوديعات "المتكررة" نتمنى أنها لن تكون كبوسات لسنة 2010، فقد تم تضيع العديد من الوقت والجهد والفرص، وإلا لماذا ظاهرة "الحراڤة" في نمو مستمر ومخيف!، فيوميا خلال سنة 2009... كان البحر "يلفظ" العديد من الجزائريين ذنبهم الوحيد الهروب من التهميش، الحڤرة، البطالة، الإقصاء، فبدلا من أن تعطي إجابات صحيحة - من خلال توفير العمل والقضاء على البطالة - ، أعطيت لهم إجابات ردعية بالتجريم، والعقاب والسجن ... ؟ ! والاستهجان * فالمأساة حقيقية لأفراد الشعب.. ويمكن ملاحظته من خلال زيارة بعض الأحيان العاصمة الشعبية لذلك التجديد الشامل المنتظر كانتظار المهدي، لا يجب أن يكون محل تلاعب أو تقزيم... فبلدياتنا أصبحت تهتم بكل شيء إلا الاهتمام بالمواطنين، وأعضاء المجالس المنتخبة يهتمون بمسارهم الوظيفي والمهني، وكيفية نبش والتفنن في الزيادة في الامتيازات بعيدا عن التطلعات الشعبية والتحديات التنموية، كما أن الزيادات على مستوى الأجر القاعدي لم تحدث آثارا على المستوى المعيشي للأفراد... فالتهاب الأسعار، وغلاء المعيشة، وصعوبة الالتزام بالأعباء العائلية للأفراد المكونين لها هو الهاجس اليومي في يوميات الجزائري منذ سنوات !!... * فهل يمكن أن نقول وداعا لهذه المأساة والسنين العجاف التي عرفتها سنة 2009، ونستبشر خيرا لسنة 2010، أم سيتكرر الفيلم بصورة طبق الأصل خلال السنة الحالية !!. * حسب قناعتي الحل الوحيد هو "القاطعية"، فهو اسم سحري، يحتاج إلى صدق النوايا، والشجاعة في الإرادة واتخاذ القرار، و"القطيعة "مع الممارسات البالية، ليس من خلال التوطين، أو سياسة "الإماعية"، ولكن بالقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت فالحملات البهلوانية، والفقاقيع الإعلامية، والضجة الهستيرية على "الفساد" لن تزيد الأمور إلا فسادا، بحكم أنها ظرفية، وليست دائمة، فأتعجب لدولة توجد فيها أجهزة على مستويات عدة لمحاربة الفساد، وما زلنا في ذيل الدول التي يتعشش فيها الفساد والمفسدون على مختلف المستويات؟! فمحاربة الإرهاب، يبدأ من هنا، والشفافية أو الديمقراطية لا تستوي في ظل هذه الأجواء . * فوداعا لسنة 2009... كسنة كثرت فيها العديد من الإخفاقات باستثناء "الكرعين"!! ومرحبا بسنة 2010، نتمناها أن تكون سنة العطاء، والإنجازات، والعزة، ليس بالكلام و"التبلعيط" ولكن بالممارسة، فالسياسات تبنى بالأفعال بعيدا عن الخطابات والفلكلور.