وجه أمس، نواب عن حزب جبهة التحرير الوطني بالغرفة السفلى للبرلمان رسالة تظلم إلى الأمين العام عمار سعداني، يشكون فيها تصرفات وزيرة التضامن الوطني والأسرة، مونية مسلم، وينتقدون ما وصفوه "وزراء الحزب بالتبني" في أعقاب مشادة كلامية بين الوزيرة ونواب زعموا أنها وصفتهم بعديمي المستوى خلال العرض الذي قدمته أمام لجنة الصحة والشؤون الاقتصادية بالمجلس الشعبي الوطني. يبدو أن عدوى المشادة الكلامية والملسنات بين نواب المجلس الشعبي الوطني والوزراء اخترقت أسوار القاعة المستديرة التي تحتضن الجلسات المفتوحة، لتطرق أبواب قاعات اللجان المغلقة التي شهدت إحداها أمس، مواجهة مفتوحة بين وزيرة التضامن الوطني والأسرة مونية مسلم، ونواب الآفلان الأعضاء بلجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتكوين المهني بالمجلس الشعبي، استخدم طرفا "النزاع" خلال هذه المعركة جميع أنواع الأسلحة الكلامية المتاحة، والمحظورة، بما فيها الذخيرة الحية، واستأنفت "المعركة" التي انطلقت أمس الأول، في جلسة أمس. وحسب تصريحات عدد من نواب الآفلان الأعضاء باللجنة، فإن الحرب الكلامية الني شهدتها لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية، كانت بدايتها بملاحظة وجهها نائب برلماني إلى الوزيرة طالبها فيها باختصار العرض المتعلق بقطاعها وهي الملاحظة التي لم تستسغها مونية مسلم، وعبرت عن امتعاضها لذلك لتنطلق الملاسنات والمشادة الكلامية التي تبادل خلالها النواب والوزيرة كل أنواع الملاحظات الجارحة المتعلقة بالكفاءة والقدرة العلمية والمعرفية، وحتى التنشئة السياسية، وحسب نواب اللجنة فالوزيرة انتهت في مشادتها بالتبرؤ من انتمائها للأفلان ونقل هؤلاء عنها أنها قالت "أنا وزيرة تكنوقراطية" وهي العبارة التي أثارت زوبعة داخل كتلة الأفلان وأحيت "جراح" من فجعوا لقرار مؤتمر الأفلان الأخير الذي أدمج وزراء في الحكومة ضمن عضوية الحزب ومكنهم من حجز مقاعد لأنفسهم ضمن اللجنة المركزية للحزب. ويبدو من" ثورة" نواب الآفلان، أن"تبني" الحزب عددا من وزراء الحكومة نزلاء دائمين، مازال لم يهضمه البعض، وتساءل هؤلاء عن تبني وزراء لا يبدون الولاء لهذا الحزب ويتنكرون له، وذهب البعض ممن تحدثوا إلى الشروق إلى حد الاستفهام عن مصلحة الحزب وجدوى تبنيهم سياسيا خاصة الوزراء الذين لا يتقاسمون مع جبهة التحرير الوطني قناعاتها ومبادئها، وأدرجوا مونية مسلم في خانة الوزراء التي لا علاقة لها بالأفلان في الشكل والمضمون، وعادوا إلى مرجعيتها وانتمائها الأصلي إلى تنظيم "راشدة" وأكدوا أن هذا التنظيم اليساري العلماني بالمفهوم السيئ للعلمانية لا يتقاطع مع مبادئ الجبهة، وصعد هؤلاء واستفسروا عن مرجعية الشعب الجزائري في تعيين الوزيرات وتساءلوا عن سر تعيين المنتمين لهذا التيار، وذكروا أن خليدة تومي وزيرة الثقافة سابقا وسعاد بن جاب الله وغيرهما ينتمين إلى هذا التيار. كما أشهر النواب سلاح آخر في وجه الوزيرة المحامية سابقا، والتي وصفوا مداخلاتها بالمرافعات القضائية، حيث كتبوا لسعداني يذكرونه أن مونية مسلم تكونت على أيدي المجاهدة والنائب السابق بمجلس الأمة زهرة ظريف بيطاط محاولين استغلال ورقة "الخصومة" بين ظريف بيطاط ومحيط الرئيس حول رسالة طلب مقابلة بوتفليقة التي وقعتها رفقة شخصيات أخرى فهل سيستجيب سعداني لامتعاض نوابه من وزراء التبني أم أنه سيقف في صف الدماء الجديدة التي أنعش لها الحزب؟.