تشهد شواطئ مستغانم، تدفقا هائلا للمصطافين منذ نهاية شهر رمضان الفضيل، إلاّ أنّ مظاهر عديدة تميّز شباب قادمين من مختلف ولايات الوطن عن غيرهم، وهم "زوالية" يفضّلون قضاء أيّام على الشاطئ بأقّل تكاليف حتّى وإن كان ذلك مؤثّرا على صحّتهم. مع ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية والمطاعم والفنادق على مستوى البلديات الساحلية بمستغانم بنسب تفوق 100 من المائة، لم يجد شباب ينحدرون من مختلف ولايات الوطن بسبب فقرهم، غير اتّباع أسهل الطرق وتدبّر أمرهم في الأكل والمبيت من أجل قضاء بضعة أيّام على أساس التسلية والترفيه والاستجمام، لكنّها في الحقيقة عذاب و"ميزيرية" حسب ما يصفه مصطافون يلاحظون هذه السلوكات بحسرة وتأسّف، ومن ذلك أنّ الوجبات المتناولة لا تخرج عن دائرة الأكل الخفيف، ممثّلة في "الكرانتيكا" أو البيض المسلوق أو البطيخ وأحيانا الخبز بالحليب أو الكشير والجبن، وهي وجبات لا تفوق قيمتها في أحسن الأحوال 100 دج، أي أنّ مبلغ 1000 دج يكفي لقضاء 5 أيّام على شاطئ البحر لمثل هؤلاء وبسياسة تقشّف بارزة وبالموازاة مع ذلك تنتعش تجارة الأكل الخفيف والعربات المتنقّلة لبيع "الكارانتيكا" وغيرها من المأكولات السريعة رغم أنّ أصحابها لا يراعون شروط النظافة وعدم عرض الأطعمة تحت أشعة الشمس ممّا قد يؤدّي إلى الإصابة بتسمّمات غذائية خطيرة. فيما يجلب البعض مواقد وقارورات غاز بوتان للطبخ في الهواء الطلق. أمّا بالنسبة للمبيت فيفضّل الزوالية المبيت في الهواء الطلق على الرمال أو داخل خيم يتّم قفلها إلى غاية الصباح مع خطورة ما تسبّبه الرطوبة على الصحّة، فيما يتزاحم آخرون داخل سيّارات نفعية من نوعا "مازدا" أو "هيلوكس" أو "جي 5"، وينتج عن ذلك انتشار الفضلات على مستوى الشواطئ نتيجة عدم احترام شروط النظافة، فضلا عن الشجارات الليلية وتعاطي الكحول والمخدّرات باستغلال نقص التغطية الأمنية، وفيما يؤجّر باقي المصطافين غرفا أو "بنغالوهات" قريبة من البحر ويرتادون المطاعم ومحلاّت "البيتزا" والمثلّجات، تكون العطلة الصيفية ل "الزوالية" والشباب ضعيفي الدخل بمثابة مهمّة صعبة بتكاليف زهيدة، فقط من أجل حيازة لقب "مصطاف بالشاطئ" !.