بادرت مجموعة من الشباب إلى الرسم بطريقة فنية مبدعة على الجدران القديمة لحيّ بوزفيل في مدينة عين الترك بوهران، في صورة جمالية مبهرة نقلت مشاهد من شوارع نيويورك وباريس وعدّة دول أوروبية إلى عاصمة الغرب، أين شدّت هذه السابقة الفنّية الانتباه وأثارت إعجاب المواطنين وزوّار المدينة الساحلية بما يعرف ب "فنّ الشوارع" أو "الغرافيتي". بوسائل بسيطة وبصفة تطوعية، قام فنانون في الرسم، بالإبداع على جدران حيّ بوزفيل العتيقة التي طالها الاهتراء والرطوبة وحال دهنها مع الزمن، ليقوم هؤلاء الشباب مؤخّرا برسم لوحات فنّية مبدعة تعتمد على وحي الأفكار وإحداث التنسيق والإنسجام ما بين مساحة الجدار وموقعه وشكله والألوان المتوافقة مع ما يحيط به، وقد تحوّلت بالفعل عدّة أماكن كانت شبه مهجورة ومناظر منفّرة إلى جداريات فنّية رائعة تستقطب الأنظار، بل وجهات سياحية بامتياز، يتقرّب منها زوّار عين الترك لالتقاط الصور التذكارية، وقد انتقل الشباب المذكورون إلى هذا النوع من الفنّ العالمي الذي يستهوي الكثير من المبدعين في عواصم العالم ومختلف المدن الأوروبية والأمريكية، أين يعتبر إبداعا من نوع خاص يسمّى بفن الشوارع أو"الغرافيتي"، يساهم في تزيين البنايات العتيقة والأماكن العمومية وجعلها وجهات سياحية بامتياز، بل أكثر من ذلك أصبح فنّا يقدّر بالجوائز التي يحوز عليها أحسن الفنّانين. ظهور هذا الفنّ كان على أيدي رواد الشوارع والمنحرفين الذين يقضون لياليهم تحت الجسور وفي أنفاق "الميترو" ورواد أغاني "الهيب هوب" في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأثار جدلا حول ما إذا كان مجرّد خربشات أو أفكار إبداعية، خصوصا وأنّ الرسّام لا يستأذن صاحب المكان، إلا أنه تطوّر تدريجيا وأصبح محل تشجيع من قبل مختلف دول العالم. الشباب المتطوّعون بوهران نقلوا هذه الفكرة إلى واحد من بين أكثر الأحياء ارتيادا من قبل الزوّار، والذي يقع بجوار الشاطئ، حيث استعملوا وسائل بسيطة من قارورات بخاخات الصباغة والسلالم وغيرها، وصبروا على إنجاز لوحات فنّية مبهرة في عدة جدران تحمل صور "شي غيفارا" والراية الوطنية وصورا لتنين وكتابات مزخرفة وغيرها من الرسومات الإبداعية وسط ذهول من قبل فضوليين لم يتردّدوا في المكوث عدّة ساعات لمشاهدة إنجاز هذه اللوحات على المباشر، لينتقل هؤلاء المبدعون من موجة تزيين الشوارع بالعمل التطوّعي الجماعي الذي عرفته عدّة ولايات العام الماضي بطريقة تقليدية إلى موجة الإبداع الفنّي، متمنين الظفر بمساعدات من قبل البلديات لتعميم هذه التجربة على مختلف أحياء المدينة والولاية، كما أبدى مواطنون انبهارهم بهذه الجداريات الفنّية وتمنّوا تعميمها على مستوى مختلف ولايات الوطن لتزيينها بطريقة أخرى مادامت البلديات عاجزة عن المحافظة على نظافة المدن وواجهاتها.