استمرت حالة التشنج والخلاف الدائر بين أبناء حزب جبهة التحرير الوطني تحت قبة الغرفة السفلى للبرلمان، وكانت جلسة مناقشة مشروع قانون التقاعد مسرحا جديدا لاندلاع مشادة كلامية بين رئيس المجلس العربي ولد خليفة، والنائب ورئيس لجنة الصداقة الجزائرية الصينية ناصر لطرش، ورئيس لجنة الشؤون القانونية والحريات عمار جيلاني. واستغل لطرش، مداخلته لتوجيه كلام للعربي ولد خليفة وذكره بأنه الرجل الثالث في الدولة ولا يجب أن يسقط في السطحيات والنقاشات العقيمة، لأنه بكل بساطة يترأس المؤسسة التشريعية ويتعين عليه المحافظة على الاستقرار والانسجام داخل البرلمان، وجاء حديث لطرش على خلفية الجدل الدائر حول رحلة برلمانية إلى الصين، واتهام ولد خليفة له في أحد المجالس الكلامية بالولاء لبن فليس، لكن سرعان ما جاء الرد من ولد خليفة: "..كلامك خارج الموضوع .. أنت تؤذن في مالطة ولا أحد يسمعك". وحاول ولد خليفة، تجاهله وإعطاء الكلمة لنائب الأفلان إلياس سعدي، كونه كان ثاني المسجلين في قائمة المتدخلين، قبل أن يدخل رئيس لجنة الشؤون القانونية والحريات عمار جيلاني على الخط، متهما لطرش، بالولاء لعلي بن فليس، فيما رد عليه لطرش غاضبا "أنا مع بن فليس وأنت كنت مع الفيس". وسرعان ما أخذ بعدها سعدي الكلمة، مؤكدا أن ما يحدث عيب كبير في حق مناضلي الأفلان وقال "منذ 1987 مر العديد من الأمناء العامين على الحزب، وعيب أن نشك اليوم في فلان مع هذا أو ذاك، جميعهم أمناء عامين للأفلان". ويدور حديث طويل عريض في المجلس حول خلفيات الصراع الدائر بين أبناء الحزب الواحد، لكن لحد الساعة يجهل النواب أسبابه، خاصة وأن الشائعات غذت الموضوع، ففي وقت يذهب البعض للقول بأن السبب الرئيسي هو رحلة الصين، يذهب البعض الآخر إلى أن المسألة مرتبطة بالانتخابات القادمة، وبين هذا وذاك يرجح طرف ثالث فرضية التعديل الحكومي وتأثيرها على أجندة هؤلاء وأولئك من الأشقاء الأعداء.