اهتزت قرية بودكاك ببلدية الميلية شرق عاصمة الولاية جيجل، مساء الأربعاء، على وقع جريمة بشعة، راح ضحيتها الطفل "س. عصام"، ذو ثلاث السنوات، بعدما تعرّض لعدة طعنات في أنحاء متفرقة من جسده النحيف، من طرف أحد أفراد عائلته في مشهد مروّع هز مشاعر سكان المنطقة، وأعاد إلى الأذهان مسلسل استهداف وقتل الأطفال الذي طغى على يوميات الجزائريين خلال سنة 2016. وحسب مصدر من القرية، فإن الجاني، شاب في العقد الثالث من العمر وهو عمّ الضحية، يعاني منذ سنوات عديدة، من اضطرابات عقلية، ويسكن برفقة أخيه في نفس البيت، كان مؤخرا، محلّ متابعة طبية مكثفة لدى أطباء الأمراض النفسية المختصين، قام أمسية الأربعاء بعدما أصيب بنوبة عصبية بذبح ابن أخيه عصام من الوريد إلى الوريد، أمام مرأى والدته "ب. ح"، 31 سنة، التي أصيبت هي الأخرى بطعنات في الصدر، وتم نقلها على عجل إلى مستشفى الميلية، بعدما حاولت التدخل لإنقاذ فلذة كبدها، وقد تم نقلها على جناح السرعة إلى مستشفى الطاهير، لتلقي الإسعافات اللازمة، في حين لفظ الطفل أنفاسه الأخيرة، وسط بركة من الدماء، وتحت أنظار باقي أفراد العائلة الذين أصيبوا بصدمة كبيرة أمام هول الفاجعة. من جهتها، قامت مصالح الأمن بالتدخل الفوري وإلقاء القبض على الجاني، بعد محاصرة المنطقة وتنفيذ مطاردات هوليودية من أجل السيطرة على القاتل، الذي كان في حالة هيجان حاد ومنع تفاقم الأوضاع وسقوط المزيد من الضحايا، إضافة إلى فتح تحقيق شامل في حيثيات وملابسات الجريمة التي كانت فأل شر على افتتاح السنة الجديدة 2017 بعد أقل من أسبوع من جريمة قتل الشاب نجم الدين بحي 450 بمدينة جيجل من طرف صديقه وأحد جيرانه المقربين. وشيعت زوال الخميس في أجواء مهيبة جنازة الطفل عصام وسط مطالبة المواطنين بالتكفل بالمرضى العقليين الذين يصنعون الكثير من الخطر في كل أنحاء منطقة الميلية وولاية جيجل، بينما ذكرت مصادر صحية استقرار في حالة أم عصام، التي قيل إنها لا تعلم بعد بأن صغيرها قد توفي.