حطّمت أسعار بعض أنواع الفواكه أرقاما خيالية في الآونة الأخيرة، ومع ذلك لا يزال الإقبال على شرائها متواصلا من المواطنين، بل ازداد عليها الطلب، وكأن العائلات لا تستلذّها إلاّ بعد ارتفاع ثمنها. جولة ل"الشروق" عبر بعض محلات بيع الفاكهة بالعاصمة، كشفت لنا مدى الإقبال الكبير للمشترين رغم غلاء الأثمان... قصدنا محلا ببن عمر بالقبة، سألنا البائع عن ثمن الموز، فردّ "800 للكلغ وكنت أبيعه منذ أسبوع ب1200 دج"، وأثناء حديثنا معه، دخلت سيدة بعد ما ركنت سيارتها "رباعية الدفع" قربيا من المحل وطلبت 3 كلغ من الموز دفعة واحدة، عندما غادرت سألناه عن إقبال المشترين، ففاجأتنا إجابته "لو لم يكن هناك إقبال، لما عرضت الفاكهة للبيع، وأؤكّد لكم أنه منذ غلاء الموز أبيع صندوقا كاملا يوميا، فمِن المواطنين من يشتري حبّة أو اثنتين فقط، والبعض يشتري أكثر من كلغ، ومن جميع الفئات الاجتماعية وليس الأغنياء فقط..."، وكشف لنا البائع أن سعر الموز سينهار قريبا ولم يوضح لنا السبب. وجهتنا اللاّحقة، كانت نحو بعض الأحياء الراقية نوعا ما. ففي بلدية المرادية شاهدنا محلا يبيع تفاحا يظهر من شكله الكبير ولونه أنه مستورد، رغم سعي الحكومة لوقف استيراد هذا النوع من الفاكهة، لتوفره وبكثرة في الجزائر. سألنا البائع عن الثمن، فصدمنا الرّد... 1760 دج للكلغ الواحد، والسبب يقول صاحبنا "التفاح مجلوب من الخارج ولكنه دخل عن طريق التهريب لهذا ثمنه مرتفع"، وعندما ارتسمت على وجوهنا ملامح الاستغراب، قال ضاحكا "كنت أبيع منذ أيام قليلة فاكهة الخوخ المستورد ب5000 دج للكلغ...!! وكان لديّ زبائن، والدليل أنها نفدت"، وسبب ارتفاع ثمنها أنها في غير موسمها. ويُحمّل كثير من المواطنين ممن تحدثنا معهم في الموضوع، فئة معينة من الجزائريين من مستويات اجتماعية مختلفة، أسباب بقاء أسعار بعض المنتوجات خيالية، فحسب كريم من القبة "مادام بعض الناس يشترون التفاح المستورد ب1000 دج للكلغ، فيما يرمي فلاحونا منتوجهم الرفيع بالمزابل لنقص الإقبال عليه، فكيف تريدون أن يُخفض السماسرة والمضاربون الأسعار؟"، فيما قالت الحاجة يمينة "الشّح فينا... راهم يمصٌولنا في الدّم وأحنا نضحكو ونشريوِ".