أقدم الفنان التشكيلي والكاتب والسيناريست دليل ساسي، في إطار فعاليات شهر التراث، على منح المتحف العمومي للخط الإسلامي بتلمسان 100 لوحة فنية تجسد مختلف المعالم الأثرية التي تزخر بها جوهرة المغرب الإسلامي، في سابقة تعد الأولى من نوعها على المستوى الوطني. وجاءت هذه المبادرة، حسب ما كشف عنه المكلف بتسيير المتحف العمومي للخط الإسلامي، لصنوني أحمد، في تصريح ل "الشروق" لتدعيم السياسة المنتهجة من قبل وزارة الثقافة، الداعية إلى تشجيع جميع المواطنين ممن يمتلكون تحفا فنية تجسد البعد الثقافي والتاريخي للجزائر بالتقدم إلى مختلف المتاحف العمومية التابعة لوزارة الثقافة من أجل الحفاظ على الذاكرة الحضارية والسماح للباحثين والمؤرخين بإنجاز دراسات ومؤلفات توثق للزخم الثقافي والتاريخي الذي عاشته الجزائر منذ الأزل. وقد حظي الفنان التشكيلي دليل ساسي بتكريم خاص من قبل السلطات الولائية، حيث تم تنظيم معرض خاص باللوحات الفنية أشرف على افتتاحه المفتش العام بوزارة الثقافة حكيم ميلود. وقد تمحورت معظم مواضيع اللوحات الفنية على تسليط الضوء على البعد الحضاري لأهم الأمكنة التاريخية من خلال إبراز الجوانب الروحية التي شكلت الشخصية الجزائرية مع إبراز تلك العلاقة الروحية للمواطن التلمساني بالمعتقد الديني الذي تجلى في بعث الهوية الإسلامية من خلال عدد من الأماكن والشخصيات الدينية التي عاشت بتلمسان على مدار حقب زمنية، أسهمت من خلالها في ترسيخ البعد الإسلامي وتعميق العلاقة بين كل ما له علاقة بالدين الإسلامي والحياة اليومية للمواطن التلمساني من خلال ما عكسته اللوحات الفنية التي فضل الفنان دليل ساسي تقديمها كهدية للمتحف العمومي للخط الإسلامي، في مبادرة قد تشجع العديد من الحساسيات الفنية في مختلف مجالات الفن على الإقدام على مثل هذه المبادرات، التي من شأنها أن تسهم في استعادة بعض من شتات الذاكرة الحضارية، خاصة أن العديد من المواطنين لا يزالون يحتفظون ببعض الكنوز الثقافية، مثل القطع النقدية أو غيرها من الأشياء الأخرى كتلك المتعلقة بالحياة الاجتماعية التي ميزت معظم الحضارات التي تعاقبت وأسست لوجودها بتلمسان منذ عصور ما قبل التاريخ مرورا بالفينيقيين والرومان والفتوحات الإسلامية، فضلا عن الإرث العلمي من مخططات إسلامية وفي شتى العلوم التي أبدع في تدوينها العشرات من العلماء.