المحكوم عليهم قالوا بأنه كانت لديهم النية للقتال في العراق فصلت، أمس، محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران في واحدة من أخطر القضايا المتعلّقة بالمساس بأمن الدولة، حيث أدانت 6 متّهمين بعقوبة 5 سنوات حبسا نافذا وآخر ب 3 سنوات بتهمة الانخراط في جماعة إرهابية. * ويعدّ المتّهم الرئيسي المتواجد في حالة فرار، منخرطا في صفوف تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بشرق البلاد وتحديدا ببسكرة، حيث أدانته المحكمة بعشرين سنة سجنا نافذا، علما أن أحد المتّهمين دخل في إضراب عن الطعام لمدّة شهر. * تواصلت أطوار المحاكمة للبتّ في قضيّة الانخراط في صفوف جماعة إرهابية مسلّحة، حيث تمّ الاستماع إلى سبعة متّهمين باستثناء واحد يعدّ في حالة فرار يدعى "ب. محمد" المقيم بكوشة الجير بوهران، والذي يتواجد حاليا بصفوف "الجماعة السلفية" بولاية بسكرة بعد أن اختفى عن الأنظار مدّة 3 سنوات تحت غطاء العمل هناك، حيث عمل على تجنيد الموقوفين وإلحاقهم بصفوف التنظيم الارهابي عن طريق جملة من الاتصالات، وكان محور هذه الاتصالات يتعلّق بشابّ يدعى "ز. فريد" 24 سنة، وأب لثلاثة أطفال، يقيم بحاسي مفسوخ، هذا الأخير دخل في إضراب عن الطعام مدّة شهر وبدا منهك القوى أثناء الجلسة، ما اضطّر القاضي إلى توقيف الجلسة، والاستماع له بعد ذلك جالسا. * وكان نفس المتّهم، وهو ابن عنصر للدفاع الذاتي، قد حكم عليه مؤخّرا في قضيّة الإشادة، تمويل، تشجيع وإسناد الجماعات الإرهابية، وأدين ب 3 سنوات حبسا نافذا، حيث ذكر أنّه كان داخل المؤسّسة العقابية حين ألقي القبض على باقي المجموعة، نافيا ما نسب إليه من تهم، كونه كان على اتصال بالموقوفين لتجنيدهم عن طريق الإرهابي "ب. محمّد"، وذلك عن طريق شقيقه الذي لا يتجاوز عمره 23 سنة، والذي أنكر هو الآخر ما نسب اليه. * وحسب ما ورد في محضر قاضي التحقيق، فإنّ المتّهمين كانوا على التقاء مستمّر بمسجد عقبة بن نافع بقديل وكذا بمقهى بنفس المنطقة، كما كانوا يتّجهون نحو شاطئ كريشتال ويزاولون الفنون القتالية بقاعة هناك، وذلك تخطيطا للالتحاق بصفوف الجماعة. أحد المتّهمين الثمانية، المدعو "ض. محمد" الذي يملك مطعما بالمدينة الجديدة كان على اتصال بهم لنفس الغاية وصرّح رفقة آخرين أنّه كانت لديهم نيّة الالتحاق بالمقاتلين في العراق وذلك بعد أن طرد من ألمانيا كمقيم بصفة غير شرعية عقب قضائه لفترة 4 سنوات هناك وأودع الحبس 18 شهرا، بينما تمّ ترحيل آخر يسمّى "ع. ابراهيم" من مسكنه المنهار بحاسي مفسوخ على مسكن بحيّ الصديقية، حيث ذكر أنّ أربعة منهم قضوا ليلة هناك للتخطيط للالتحاق بصفوف التنظيم الإرهابي. * وقد ألقت عليهم مصالح الأمن، القبض في فترات متقاربة من العام الماضي، بعد سلسلة من التحرّيات والتحقيقات، بينما أنكروا أمس، كلّ ما نسب إليهم من تهم، وتبيّن أنّهم محدودو المستوى التعليمي ويزاولون نشاطات تجارية مختلفة، وبناء على ما سبق التمس النائب العام، تسليط عقوبة السجن النافذ مدّة 20 سنة لكلّ منهم، وهو ما نطقت به هيئة المحكمة.