بعد كتاب "مراجعات الفكر المتطرف" الذي أصدرته قيادة "الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية" حول كتابة مراجعاتها الفكرية والتي تبنت فيه نبذ العنف وتبني الحوار منهجا وأسلوبا في التعامل مع الآخرين، والذي أحدث ضجة كبيرة في صفوف الجماعات الإرهابية ووسط الفكر التكفيري، من منطلق أنه أحدث شرخا وانقساما في الفتاوى التي كانت الجماعات الإرهابية تعتمد عليها في تبنيها للفكر المتطرف والتكفيري، وظف الداعية السعودي الشيخ ماجد المرسال قدراته الشرعية وتجربته في محاورة "غلاة" وتكفيريين على شبكة "الإنترنت" من خلال إصداره لكتاب يحمل عنوان "النذير". وتوقع الخبراء أن يحدث هذا الكتاب زلزالا ثانيا في مفاصل الفكر التكفيري بعد الزلزال الأول الذي أحدثته مراجعات المتطرفين السابقين في مصر والسعودية ودول المغرب العربي، حيث خلص الكتاب الذي اختار عنوانه وزير الشؤون الإسلامية السعودي وراجعه مسلحون سابقون، وعدلوا فيه ليقنع خلفهم من الغلاة، إلى عرض 31 شبهة تناولت الإمامة والجهاد والتكفير، يعتمد عليها تنظيم "القاعدة" والتنظيمات المنتمية إليها من الجماعات المتطرفة في دول العالم الإسلامي والعربي، في تغذية أفكارها بالمشروعية الدينية المزعومة. ومع أن الشبهات التي تضمنها الفصل الثالث من الكتاب جرى التعرض لها بالنقد، إلا أن التناول الجديد بدى مختلفا في نواحي عدة، أقلها الرد على الشبهة ببضاعة التكفيريين أنفسهم، بتوثيق أقوال المراجع الذين يزعمون أنهم يقتبسون مشروعية أعمالهم من فتاواهم وكتبهم، كما هو الشأن في مسألة "عدم تكفير الحاكم بغير ما أنزل الله في الغالب"، ليكشف أن القول ليس رهن موقف سياسي أو ظرف جديد، بتوثيقه 14 شاهدا عليه من علماء وفقهاء يعتبرون محل إجماع لدى ذوي الفكر "الجهادي". ويأتي هذا الكتاب الذي من المتوقع أن يزلزل ويشتت أفكار التنظيمات الإرهابية بعدما كانت قيادة "الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية" قد أنهت مراجعاتها الفكرية التي وصفتها ب"الدراسات التصحيحية" بعد دراسة وحوار قامت به قيادة الجماعة فيما بينها لمدة ثلاث سنوات، وذلك على غرار المراجعات التي أجرتها "الجماعة الإسلامية المصرية" وكان من نتيجتها مبادرة وقف العنف التي أطلقتها الجماعة في عام 1997.