أحال قاضي التحقيق لدى محكمة مغنية قضية إرهابي تائب تم توقيفه مؤخرا بحي عمر بمغنية أثناء محاولته إقناع شباب من المدينة الحدودية بالإلتحاق بمعاقل الجماعات الإرهابية إلى التحقيق النيابي. وكانت مصالح أمن دائرة مغنية قد ألقت القبض على هذا الإرهابي التائب الذي كان ينشط ضمن جماعات إرهابية بشرق البلاد، ورغم السرية الكبيرة التي أحيطت بها القضية، إلا أن الشروق استطاعت أن تكشف بعض أسرارها، حيث أن الموقوف شاب في الثلاثينات من العمر، كان يشتغل كمساعد بناء بحي عمر الشعبي، إذ استغل الظروف الصعبة لبعض الشباب الذين كانوا يشتغلون معه ليبدأ حربه النفسية التي بدأها بتوجيه انتقادات لاذعة للظروف الإجتماعية التي يعيشونها قبل أن يبدأ في "سب عناصر الحكومة والأمن"، حيث كثيرا ما كان يردد على مسامع زملائه "يستاهلو الذبيحة"، وهو ما لم يعيروه اهتماما، معتبرين أن الحالة النفسية للشاب الذي اضطرته الظروف إلى قطع آلاف الكيلومترات بحثا عن لقمة العيش، لكن تماديه أمام عدم مناقشة الآخرين له جعله يظنهم موافقين على توجهاته المتطرفة، مما دفعه إلى إقتراح إلتحاقهم بالجماعات الإرهابية، مؤكدا لهم أن هناك أشخاصا سيساعدونهم على الصعود إلى الجبل وحمل السلاح ضد من سماهم "الطواغيت". وبعد أن إنفضحت نواياه، أقدم الشباب الذين كانوا يشتغلون معه على تبليغ رب العمل الذي قام مباشرة بتبليغ عناصر الأمن لدائرة مغنية التي إعتقلته وحجزت بحوزته سكينا من الحجم الكبير لتقدمه أمام هيئة المحكمة بتهمتي حمل سلاح أبيض محظور والإشادة ودعم الجماعات الإرهابية، حيث أودع الحبس الإحتياطي إلى غاية نهاية التحقيقات النيابية وتقديمه للمحاكمة. وتعتبر هذه العملية الثانية من نوعها على مستوى الشريط الحدودي بعد أن شهد الأسبوع الأول من شهر أكتوبر المنصرم نجاح عناصر الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بدائرة مغنية في تفكيك شبكة مكونة من ثلاثة أشخاص يقودها أحد قدماء الفيس، ضبطت بحوزتهم مناشير تحريضية وفتاوى مكفرة للحكام ومقاطع فيديو للعمليات الإرهابية، كما ضبط المحققون بحوزة أحدهم صورة حديثة للقاصر "أ.ب" القاطن ببني بوسعيد والذي إلتحق بالجماعات الإرهابية الناشطة بالشريط الحدودي. وكانت قبلها المجموعة الولائية للدرك الوطني بتلمسان قد فككت شبكة دعم وإسناد يمتد نشاطها إلى الحدود الغربية، أين كان يقوم أحد شباب باب العسة بإستخراج المتفجرات من الألغام الإستعمارية المتواجدة على طول الشريط الحدودي من أجل تمويل الجماعة التي يقودها المجرم الخطير الإرهابي الحلفاوي الناشطة بالحدود بين ولايتي سيدي بلعباس والمناطق الشرقية بتلمسان والمستقرة بوادي السبع، حيث كان الموقوفون يضمنون تزودهم بالمواد الغذائية والألبسة الشتوية وشرائح الهاتف المجهولة الهوية. وقد أودع وكيل الجمهورية بمحكمة أولاد ميمون أفراد هذه العصابة التي ينحدر أغلب عناصرها من قرية البيبان ببلدية بني صميل الحبس الإحتياطي.