أكد الهلال الأحمر الجزائري على أن تدخله للقيام بعمليات إنسانية لفائدة ضحايا الأحداث الأخيرة بتونس "مرتبط بقرار سياسي" من الدولة الجزائرية، وفي انتظار ذلك تعتزم هذه الهيئة تنظيم تكوين لفائدة متطوعين تونسيين في مجال التكفل النفسي بضحايا الأحداث في ظل انتفاء حاجة التونسيين إلى مساعدات طبية أو غذائية، حسب مسؤولي الهلال. * * كما أكدت الكشافة الإسلامية أنها مستعدة لتقديم خدماتها في حال طُلب منها ذلك. وفي انتظار ذلك نزلت عشرات الفاكسات والمكالمات، من مواطنين يستفسرون عن سبل إيصال الدعم إلى الشعب التونسي. * وقال رئيس الهلال الأحمر الجزائري، حاج حمو بن زغير، إن التدخل للقيام بأعمال إغاثة بتونس "لا يمكن أن يتم إلا بقرار سياسي من الدولة الجزائرية، لاسيما أن الأمر يتعلق بعمليات داخل دولة أجنبية.. ونحن لا يمكننا التحرك إلا بطلب من السلطات العمومية، ولم نتلق أي شيء من هذا القبيل". * وأضاف بن زغير، في اتصال مع "الشروق"، أنه "لم نسجل على مستوانا إلى غاية الآن عمليات نزوح لمواطنين تونسيين إلى التراب الجزائري، ونحن جاهزون لتقديم المساعدة عند الاقتضاء داخل تونس أو الجزائر". * من جانبه، قال الأمين الولائي للهلال الأحمر بسوق أهراس محمد العيد عقوني، إنه "لم تسجل عمليات نزوح إلى غاية صباح أمس على الأقل بولايتي تبسة وسوق أهراس"، وأكد أن الشعب التونسي "ليس بحاجة إلى مساعدات غذائية حاليا، فهناك عملية تضامنية منقطعة النظير داخل تونس ينسقها متطوعون، وتم تنظيم حملات واسعة للتبرع بالدم منذ اندلاع الأحداث"، رغم تسجيله أن الاضطرابات، "حالت دون تمكن مواطنين في بعض المناطق من مغادرة بيوتهم للتزود بحاجياتهم". * وكشف عقوني، الذي يشغل كذلك منصب نائب رئيس الاتحاد، أنه طرح مبادرة للتكفل النفسي بضحايا الأحداث؛ "اقترحنا تنظيم تكوين للمسعفين التونسيين في مجال الدعم النفسي لضحايا الأزمة، وخاطبت الهلال التونسي بهذا الخصوص وتلقينا منهم موافقة مبدئية، وأتوقع أن نباشر تنفيذ العملية خلال الأسبوع القادم"، ونوّه المتحدث، في اتصال مع "الشروق"، بأهمية التكفل النفسي في ظل الظروف الحالية، مشيرا إلى أن التونسيين "مرعوبون بسبب أحداث العنف الدائرة هناك، لاسيما ما تقوم به المليشيات وهم بأمس الحاجة لدعم نفسي". * وفي السياق ذاته، أشار القائد العام للكشافة الإسلامية نور الدين بن براهم، إلى وجود تواصل مستمر بين المنظمتين الكشفيتين في تونسوالجزائر؛ "والأشقاء التونسيون لم يطلبوا منا لحد الساعة مساعدات من أي نوع"، وأكد المتحدث أن الكشافة الإسلامية "في تمام الجاهزية لتقديم خدماتها للأشقاء في تونس، متى طلبوا منا ذلك"، وعن طبيعة هذه المساعدات، قال بن براهم، في تصريح للشروق، إن المنظمة التي يرأسها "بإمكانها التدخل للقيام بعمليات إغاثة وتقديم الإسعافات، توزيع المياه، والتكفل النفسي ومجالات أخرى". * من جهة ثانية تهاطلت عشرات المكالمات والفاكسات على "الشروق" يستفسر أصحابها عن كيفية إيصال المساعدات إلى الشعب التونسي، وعما إذا كانت الجزائر ستنظم حملة للتبرع بالدم، وجمع المساعدات المختلفة، وتسيير قوافل لإيصالها إلى تونس. وأعرب عدد من المتصلين عن استعدادهم لتقديم مساعدات مادية بالعملتين الوطنية والصعبة، وحتى بالدينار التونسي، ومساعدات عينية مختلفة، من أغذية وألبسة وغيرها.