بدأت بعض القنوات المصرية بالخصوص في بث الكثير من الأفلام التي ظلت ممنوعة لأسباب سياسية والتي تم توقيف بثها أو منعها من الظهور نهائيا في عهد الرئيسين الأسبقين أنور السادات وحسني مبارك وعددها بالعشرات، ورغم أن منظمي مهرجان السينما الدولي بالقاهرة قد أعلنوا عن جعل المهرجان القادم لأجل إبراز دور الثورة المصرية وتقديم ما كان ممنوعا من أفلام، إلا أن الفضائيات باشرت بث بعض الأفلام التي طالها المقص وأقصيت من البث رغم أن بعضها غير جاهز بالكامل.. * وما لوحظ في جدول الأفلام الممنوعة هو غياب إسم عادل إمام تماما برغم وجود كل الفنانين الكبار الذين حاولوا على فترات تقديم أفلام سياسية تروي حقيقة التجاوزات، وكان آخرها الفيلم الذي أخرجه يوسف شاهين قبل وفاته بعنوان "هي فوضى" من بطولة الفنانين الشباب ومنهم منة شلبي، وتمنى الراحل مشاهدته قبل موته، ولكن الفيلم الذي فضح تجاوزات الشرطة المصرية في حق المحتجزين مُنع.. عادل إمام الذي ظل يقول أنه انتقد النظام في "شاهد ماشافش حاجة" و"الزعيم" وخاصة "إحنا بتاع الأتوبيس" لم تسجل على أفلامه أي ملاحظة، فكانت تُضحك وتمرر رسائل اجتماعية فقط وحتى الفيلم الكبير "إحنا ابتاع الأتوبيس" كان انتقادا لجمال عبد الناصر ومدحا لأنور السادات مثله مثل فيلم "زوجة رجل مهم" من بطولة ميرفت أمين وأحمد زكي.. ومن المفروض أن يكون فيلم "البريء" الذي أنتج عام 1986 من بطولة أحمد زكي وممدوح عبد العليم وجميل راتب ومحمود عبد العزيز فيلم الموسم بعد ربع قرن من منعه وهو يروي قصة فلاح يتم تجنيده واستغلاله في تعذيب المساجين السياسيين، خاصة أن بطله أحمد زكي رحل عن الدنيا.. أما الأفلام الجديدة فيبقى "حائط البطولات" الذي يقال أن سوزان مبارك من منعته عام 1998 من بطولة فاروق الفيشاوي ونور الشريف ومحمود ياسين وعزت العلايلي، حيث رأت زوجة حسني مبارك أن الفيلم مجّد أناسا آخرين في أكتوبر أكثر من صاحب الضربة الجوية زوجها.. وهو ما جعل احمد زكي بعد ذلك يطلب من الرئيس المتنحي السماح له بأداء دور الضربة الجوية بعد فيلمي ناصر والسادات، ولكن مبارك رفض بدعوى أن ما قدمه لبلده أكبر من الأفلام، كما أن فيلم "زائر الفجر" تم الإعلان عن بثه قريبا في "روتانا"، وهو من ممنوعات عهد السادات عام 1972، لأنه يروي الفساد في السلطة واستغلال المسؤولين لوظيفتهم من بطولة عزت العلايلي والراحلة ماجدة الخطيب.. في حكاية بث الأفلام الممنوعة هذه الأيام، كل الفنانين الكبار في انتظار مشاهدة ما مُنع من النظام السابق إلا عادل إمام الذي كان يتحصل على البطاقة الخضراء دائما باستثناء بعض المشاكل مع فيلم "الأفوكاتو" الذي لم يكن سياسيا. *