اعتبرت الولاياتالمتحدة المجلس الانتقالي الوطني الليبي "محاورا شرعيا وموثوقا به"، لكنها لم تعترف به كحكومة شرعية لعموم الشعب الليبيي كما مان يطمح، ورغم أن القرار يبدو مخيبا، إلا أن الموقف الأمريكي يعتبر مكسبا كبيرا للمعارضة، خاصة وأنه أعقب أول زيارة إلى واشنطن يقوم بها عضو بارز في المجلس الوطني الليبي، فضلا عن تجديد تأكيدها بأن الزعيم الليبي، معمر القذافي، فقد شرعيته وهو مطالب بالتنحي عن السلطة. * وقال البيت الأبيض، في بيان له، إن مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، طوم دونيلون، أخبر جبريل بأن الولاياتالمتحدة تنظر إلى المجلس بوصفه "محاور شرعي وموثوق به للشعب الليبي"، مضيفا أن "الرئيس الليبي، معمر القذافي، فقد شرعيته، وعليه التخلي عن السلطة حالا"، وبين دونيلون أنه "يحيي التزام المجلس الوطني الانتقالي في سبيل الانتقال إلى التعددية، وضمان مستقبل ديمقراطي لليبيا"، الأمر الذي فسره البعض بأنه تعبير دبلوماسي ايجابي لم يصل إلى درجة الاعتراف بالمجلس كحكومة ليبية. * وكان جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، قد اعتبر مطلب الاعتراف خطوة ستكون "سابقة لأوانها"، وأبلغ الصحفيين في البيت الأبيض، بأن "مسألة الاعتراف بالمجلس الليبي من بين القضايا السياسية الكثيرة التي ما زالت قيد الدراسة، ونحن مستمرون في تقييم قدرات المجلس الوطني الانتقالي، في حين نعمل على تعميق تواصلنا مع المعارضة" . * وأشار المتحدث إلى أن البيت الأبيض يناقش مع الكونغرس مسألة الوصول إلى الأصول المجمدة الخاصة بالحكومة الليبية في الولاياتالمتحدة، والتي تصل قيمتها إلى 30 مليار دولار لدعم المساعدات الإنسانية لليبيا. * ومقابل ذلك، بدأت واشنطن في اتخاذ بعض الإجراءات التي من شأنها تمكين المعارضة الليبية من الاستفادة من الأموال الليبية المجمدة في الخارج، حيث قال كارني إن الولاياتالمتحدة تعمل بالتعاون مع الكونغرس للإفراج عن جزء من الأرصدة الليبية المجمدة البالغة قيمتها 30 مليار دولار حتى تستخدم لدعم المعارضة. * وعقد جبريل لقاءات مع مسؤولين بارزين في الإدارة الأمريكية وبعض أعضاء الكونجرس الأمريكي، وفي وسائل الإعلام، منهم المساعد الأول لوزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، جيم شتاينبرغ، لعرض قضية المجلس سعيا للحصول على اعتراف واشنطن به كممثل شرعي لليبيين، على غرار ما فعلت فرنسا وايطاليا وبريطانيا وقطر بصورة خاصة، الى جانب بحث ضرورة توفير أموال لتخفيف معاناة الليبيين وتلبية حاجات المعارضة لتسيير شؤونها. * وكان جبريل أكد أن الرهان من زيارته سياسي بقدر ما هو مالي، معتبرا أن الحصول على اعتراف رسمي سيكون أساسيا لمنح الثوار الأموال التي هم بأمس الحاجة إليها، حيث * وجه الخميس نداء استغاثة حقيقي أمام مركز بروكينغز للدراسات، مبينا أن المجلس أمام مشكلة مالية عصيبة، وأوضح أن الثوار سيحتاجون إلى 3 مليارات دولار في الأشهر المقبلة لتحمل أعباء النفقات المترتبة عليهم، ولاسيما دفع أجور الموظفين. * من جهته، باشر الكونغرس آلية برلمانية مؤخرا، بعدما أعلنت هيلاري كلينتون أن واشنطن ستقتطع أموالا من أرصدة نظام القذافي المجمدة، والبالغة حوالي 34 مليار دولار في الولاياتالمتحدة وحدها، من أجل مساعدة الشعب الليبي. وسيتم تخصيص قسم ضئيل من هذه الأموال في مرحلة أولى، يصل إلى أكثر من 150 مليون دولار. كما باشرت الولاياتالمتحدة إمداد بنغازي بمواد وعتاد من مخزون الجيش الأميركي بقيمة 25 مليون دولار. * وكان مسؤول الشؤون المالية في المجلس الوطني الانتقالي،علي الترهوني، أوصى بمنح الثوار قرضا أميركيا مضمونا بأموال القذافي من أجل تسريع الآلية، وأوضح أن الثوار توجهوا إلى فرع البنك المركزي الليبي في بنغازي، للحصول على الأموال التي يحتاجون إليها.