فقدت حكومة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المحافظة، الأحد، أغلبيتها في مجلس الشيوخ بالجمعية الوطنية الفرنسية، وذلك لصالح التيار اليساري الذي حقق انتصارًا تاريخيًا بحصوله على الغالبية المطلقة. * وأظهرت النتائج الأولى للانتخابات الداخلية في مجلس الشيوخ أن مرشحي اليسار حصلوا على أغلبية مطلقة مريحة بعد انتزاعهم 23 مقعدا على الأقل كانت بحوزة الحزب اليميني المحافظ الحاكم. * وللمرة الأولى منذ عام 1958 تتحول الأغلبية داخل مجلس الشيوخ من اليمين إلى اليسار، وهو ما يعزى إلى التغيير الذي طرأ مؤخرا على تركيبة المجلس واعتبر "تغييرًا للحرس القديم". * وقال رئيس كتلة الشيوخ الاشتراكيين جان بيار بيل: إن "اليسار نجح للمرة الأولى في انتخابات" مجلس الشيوخ، مما يعني نظريًا أن بيل سيخلف في رئاسة مجلس الشيوخ جيرار لارشيه من حزب ساركوزي اليميني. * من جهته، وصف السناتور جيرارد لارشيه ، وهو رئيس مجلس الشيوخ ، ذلك التحول بأنه زلزال ستكون له توابعه، كما استقبل اليساريون الذي يعقدون مؤتمرا لهم في باريس تلك الأنباء بقدر كبير من الفرحة". * وقالت المتحدثة باسم الحكومة اليمينية فاليري بيكريس: إنها "تأسف" لهذه النتيجة بالنسبة إلى رئيس مجلس الشيوخ المنتهية ولايته جيرار لارشيه وأعضاء الغالبية الرئاسية. * وجاء فوز اليساريين بعد سلسلة من النجاحات التي حققها المرشحون الاشتراكيون في الانتخابات البلدية الأخيرة والتي أشارت نتائجها إلى أن الأمور لا تسير على ما يرام بالنسبة لحكومة ساركوزي. * وتواجه ساركوزي العديد من التحديات من أهمها حالة السخط الاقتصادي التي تسود فرنسا بسبب البطالة المزمنة، إضافة إلى أزمة الديون الأوروبية التي وضعت مزيدا من الضغوط على الميزانية الفرنسية. * ورغم أن مجلس الشيوخ لا يمكنه إسقاط حكومة، لكنه يستطيع منع إدخال تعديلات على الدستور. كما أن رئيس المجلس هو ثاني أرفع شخصية سياسية في البلاد. ووفقًا للدستور فإنه في حالة استقالة رئيس الدولة أو وفاته خلال توليه منصبه، فإن رئيس مجلس الشيوخ يتولى المنصب لحين إجراء انتخابات جديدة.