ميلود قادري وآثار الإعتداء بادية عليه تصوير: بلال.ز جهيد يونسي للشروق: هل يعقل أن يحمل دكتور جامعي سكينا في يده ؟! تعرض ميلود قادري، الذي نٌصب نهاية الأسبوع الماضي، أمينا عاما لحركة الإصلاح الوطني، ليلة أول أمس، إلى اعتداء بالسلاح الأبيض، وتلقى عدة طعنات على مستوى الفخذ، إضافة إلى كدمات على مستوى الرأس والوجه، بمقر الحركة الكائن بحي بلكور، فيما منح الطبيب الشرعي 7 أيام و10 أيام عجزا عن العمل لقيادين آخرين، واتهم قادري كل من الأمين العام الأسبق جهيد يونسي، والأمين العام المنتهية عهدته حملاوي عكوشي، بالاعتداء عليه ومحاولتهما تصفيته جسديا. * خلفية الاعتداء حسب قادري تعود إلى تاريخ انعقاد مؤتمر الشورى يوم 15 أكتوبر الجاري، الذي نصب فيه أعضاء مجلس الشورى للحركة قيادة جديدة، حيث زكى المجلس قادري أمينا عاما للحركة بدل حملاوي عكوشي، وحل المكتب الوطني ومجلس الشورى السابقين، ورفع العقوبات التي اتخذتها القيادة السابقة في حق أعضاء المكتب الوطني للحركة، وتوجيه دعوة لجميع الأعضاء المفصولين بالالتحاق الفوري بالجلسة ومواصلة الأشغال. * وتابع ميلود قادري يقول بأن جماعة جهيد يونسي لم تهضم هذه القرارات، فقامت بتدبير هذه "المكيدة"، بعد انصراف أعضاء المجلس إلى ولاياتهم، "واستغلوا فرصة تواجدي رفقة 5 أعضاء فقط بالمقر، لينفذوا هجومهم الإجرامي دون أي اعتبار للقوانين أو الأخلاق"، متهما إياهم بالاستعانة بالقتلة، وأوضح بقوله "أنا لا أقول بلطجية ولا أقول مرتزقة وإنما أقول قتلة". * وأضاف قادري انه في حدود الساعة الثامنة والنصف من مساء أول أمس، تقدم شخص غير معروف في أوساط الحركة، إلى باب المقر وادعى انه رجل أمن، وأبلغهم بأن معلومات وردت إلى مصالح الأمن، تفيد بالتخطيط للاعتداء على مقر الحركة، طالبا مقابلة الأمين العام للحركة أو أحد أعضاء المكتب الوطني للاستفسار عن الوضع، وبمجرد أن فتح له الباب، اقتحمت مجموعة أشخاص كانت مختبئة وراء الباب، يتراوح عدد أفرادها بين 35 و45 شخصا، حاملين معهم سكاكين وسيوفا وقضبانا حديدية وسلاسل ومطارق، وانقسموا بعدها إلى مجموعات صغيرة، كل مجموعة هاجمت عضوا من أعضاء المكتب الوطني المتواجدين في المقر، وهم "قادري كأمين عام، صوالح جمال عضو، عبد العزيز لطرش، عبد السلام كسال رئيس مجلس الشورى، وصالي محمد". * وأضاف قادري أن المجموعة التي تهجمت عليه يتزعمها جهيد يونسي حاملا في يده سكينا، وحملاوي عكوشي الأمين العام المنتهية عهدته، حاملا هراوة، ومحمد المدعو بحري حاملا عصا، وتابع أن المدعو محمودي رابح، أمسك به من وسط الجسم، فيما كان جهيد يونسي يطعنه على مستوى الفخذ الأيمن، أما الرجل الذي ادعى انه رجل أمن فوجه لي لكمات على مستوى الوجه. * ولحسن الحظ يقول قادري انتبه سكان حي بلكور للاعتداء، حيث تدخلوا وسحبوه خارج المقر ونقلوه إلى مقر الأمن الحضري لبلكور، ليتم نقله إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي، وتم معاينة الطعنات الموجودة على مستوى الفخذ وعددها 5 طعنات وتم إخاطته ب11 غرزة، إضافة إلى كدمات في الرأس والوجه والذراعين، في حين لم يتم إلى حد كتابة هذه الأسطر تحديد حجم الأضرار وتحديد مدة العجز عن العمل، مشيرا إلى أحد الأطباء في مستشفى بباب الوادي أبلغه بعد المعاينة أنها محاولة قتل عمدي عن طريق النزيف الحاد، في حين منح الطبيب الشرعي 7 أيام عجز عن العمل لعبد العزيز لطرش، و10 أيام عجز لكسال عبد السلام. * وأكد قادري انه رفع شكوى على مستوى أمن بلدية بلوزداد في حدود الساعة الواحدة صباحا من ليلة الأحد إلى الاثنين، ضد جهيد يونسي وحملاوي عكوشي والمعتدين، وأكد أنه سيتابعهم قضائيا، وأضاف "إننا غير مستعدين للتنازل عن الحركة حتى ولو قٌتلنا"، معربا عن إدانته لهذه التصرفات التي وصفها بالإجرامية، خاصة وأنها صدرت حسبه من مرشح سابق للانتخابات الرئاسية، موضحا أن يونسي الذي اعتبره المسير الفعلي للحركة وليس عكوشي، لا تهمه قرارات مجلس الشورى ومؤسسات الحركة، وأضاف أنه لجأ إلى التصفية الجسدية بعد ما فشل في جميع الطرق الأخرى. * * ومن جهته، نفى الأمين العام الأسبق لحركة الإصلاح الدكتور جهيد يونسي في تصريح للشروق نفيا قاطعا الاتهامات التي وجهها له ميلود قادري، وقال "هل يعقل أن يحمل دكتور في الجامعة سكينا"، معتبرا ذلك محاولة لتشويه صورته السياسية، وقال "كل هذا كلام فارغ، لا أساس له من الصحة"، وأكد ان هذه الاتهامات مجرد ادعاءات لا أكثر. * وأوضح أن القيادة الشرعية والفعلية لحركة الإصلاح الوطني رفعت بتاريخ 15 أكتوبر، تاريخ تنصيب قادري أمينا عاما للحركة، شكوى على مستوى أمن بلوزداد، ورفعوا دعوى قضائية ضد ميلود قادري ومجموعة أشخاص كانوا معه لا علاقة لهم بالحركة، على خلفية استلائهم على مقر الحركة. * وأوضح يونسي أنه بتاريخ الوقائع وبعد صلاة المغرب، حاول مناضلون في حركة الإصلاح، الدخول إلى المقر، إذ تفاجأوا بتبديل أقفال ومفاتيح باب المدخل، ومنعوا من الدخول إلى مقر حزبهم، وتابع انهم لما حاولوا الدخول إلى المقر، حدث وقع تدافع بينهم وبين الغرباء الذي كانوا وراء الباب، نافيا انه حمل سكينا، أو اعتدى على قادري، مشيرا إلى إمكانية إصابة قادري بعد الذي وقع. * ومن جهته، تبرأ الأمين العام للحركة حملاوي عكوشي في بيان له من أي استعمال للأختام الخاصة بحركة الإصلاح الوطني ومؤسساتها القيادية من مكتب وطني ومجلس الشورى، معلنا عن تغيير الأختام ومتابعة مستعمليها بمتابعات قضائية وصفها بالصارمة.