نشبت معركة طاحنة بين جناحين متصارعين داخل حركة الإصلاح الوطني، استعملت فيها الخناجر والسكاكين وقضبان الحديد، أسفرت عن إصابات بجروح بليغة في صفوف أحد الطرفين. وتبين صور فيديو منشورة على شبكة التواصل الاجتماعي، آثار طعنات خنجر في فخذ البرلماني سابقا ميلود قادري الذي يوجه التهمة لمرشح الرئاسيات السابقة محمد جهيد يونسي. انزلق الخلاف بالحزب الإسلامي ''الإصلاح'' بين فريق ميلود قادري وجمال صوالح وفريق جهيد يونسي وحملاوي عكوشي، إلى حرب حقيقية وقعت بينهما ليلة الأحد الماضي بمقر الحركة في حي بلوزداد بالعاصمة. والسبب، صراع على قيادة الحزب الذي تراجع أداؤه كثيرا في السنوات الماضية. وتقول جماعة قادري إن مجلس الشورى اجتمع السبت صباحا وقرر سحب الثقة من رئيسه رابح يوسف، وانتخب رئيسا جديدا هو عبد السلام كسال. ومن بين القرارات التي اتخذها -حسبها- إقالة حملاوي عكوشي من الأمانة العامة واستخلافه بقادري عن طريق التزكية. وتوجهت القيادة المنبثقة عن هذه القرارات، بأوراقها إلى وزارة الداخلية في نفس اليوم لإيداع ملف على سبيل الإشعار بالتغيير الذي حدث. وعاد قادري مع أعضاء المكتب ومجلس الشورى إلى مقر الحزب مساء، حسب روايتهم. وفي حدود التاسعة مساء دخل عليهم الفريق الخصم المتكون أساسا من يونسي وعكوشي وقياديين آخرين من بينهم النائب الحالي فيلالي غويني. ويذكر قادري في اتصال هاتفي مع ''الخبر''، أن يونسي ''اقتحم المقر بالقوة وكان على رأس مجموعة متكونة من 40 بلطجيا، يحملون الخناجر والسواطير. وقد وجه لي يونسي خمس طعنات خنجر في فخذي''. وذكر قادري أنه يوجد في المستشفى للعلاج، في اللحظة التي كان يتحدث فيها مع ''الخبر''. ونشر البرلماني سابقا محمد صالحي، صور فيديو على صفحته الشخصية في ''فيس بوك''، يظهر فيها قادري مصابا بخمس طعنات خنجر، أحدثت في فخذه جروحا بلغية. وكانت ساقه تنزف دما غزيرا بسبب عمق الطعنات. وقد أصيب آخرون بجروح نقلوا على إثرها إلى مستشفى مصطفى الجامعي، بينما حضرت الشرطة بكثافة في تلك الليلة، وعاينت المكان. ونفى يونسي قطعيا اتهامات قادري أثناء ندوة صحفية، نظمها أمس بمقر الحزب رفقة حملاوي عكوشي. وقال معلقا على برلماني المسيلة سابقا ''كلامه فارغ، ربما سقط على الأرض وتخيل أشياء لا أساس لها''. وأوضح يونسي أن ما حدث، ''لا يعدو كونه تدافعا بين الطرفين لم يصل إلى الضرب، وأنا من بين الذين أصيبوا في هذا التدافع''. وأشار مرشح رئاسيات 2009 إلى جرح طفيف في يده اليمنى. أما عن رواية الجماعة التي يتزعمها، فتفيد بأن فريق قادري اقتحم المقر واستبدل الأقفال، وعقد دورة استثنائية لمجلس الشورى بأشخاص لا يحملون صفة العضوية. وذكر يونسي أن قيادة الحركة لم يطرأ عليها التغيير، بمعنى أن عكوشي يبقى أمينا عاما. ويتهم الفريق الخصم ب''رفع وثائق مزورة إلى الداخلية''. ويذهب يونسي بعيدا في اتهاماته، عندما يتحدث عن ''أطراف رسمية تحيك الدسائس للحركة فأوعزت لهؤلاء (جماعة قادري) ليفعلوا ما فعلوا''. ووعد ب''الكشف عن هذه الأطراف في الوقت المناسب''. وأضاف برلماني عنابة سابقا، بأن خصومه ''غادروا الحزب في أفريل 2011 واتصلوا بجاب الله (رئيس الإصلاح سابقا) بغرض الانضمام إلى حزبه الجديد، ولما رفضهم أصبحوا متشردين سياسيا فقرروا العودة إلى الحركة بنية تكسيرها ليقدموها عربون وفاء وهدية لجاب الله''.