لا تتوفر السدود في الجزائر على طاقة استيعاب كبيرة تؤهلها لمواجهة الجفاف وتراجع حجم المياه، بعد أن أعلنت وزارة الموارد المائية عن اللجوء إلى مخزون مياه السدود لمواجهة تأخر تساقط الأمطار هذه السنة ابتداء من شهر فيفري المقبل، خاصة وأن المعطيات المتوفرة لدينا تشير إلى أن 12 بالمائة من مخزون هذه المياه نوعيتها رديئة. ويثير انخفاض حجم المياه والفقر التدريجي للموارد المائية مخاوف الخبراء من أزمة مياه تهدد الجزائر التي تواجه حاليا، هاجس الجفاف، رغم تطمينات الجهات الرسمية، لكن المشكل لا يكمن فقط، حسب الخبراء، في تأخر تساقط الأمطار هذه السنة ويطرحون مشكل عجز السدود في بلادنا، خاصة وأن السدود في الجزائر تتميز بطاقة استيعاب متوسطة وتتجاوز نسبة توحلها 20 بالمائة، إضافة إلى تراجع حجم المياه إلى 500 متر مكعب حاليا، كما أن 12 بالمائة من مخزون المياه المتوفرة نوعيتها رديئة. وتصنف الجزائر ضمن الدول الفقيرة في قطاع الموارد المائية وتدرج ضمن البلدان ال 22 التي تعاني من نقص المياه، حسب تقرير البنك العالمي، وعرفت خلال السنوات الأخيرة تراجعا تدريجيا ولافتا في حجم المياه العذبة التي انخفضت من 1500 متر مكعب للفرد الواحد سنة 1962 إلى 500 متر مكعب حاليا ولا يستبعد خبراء أن تنخفض إلى أقل من 430 متر مكعب عام 2020. ويقول خبراء إن الجزائر قد تواجه أزمة عطش خلال السنوات العشر المقبلة، حتى في حال سقوط أمطار معتبرة، ووردت هذه المعلومات في دراسة حول تلوث المياه في الجزائر أعدتها الملازم سميرة بن الحاج جلول ضابط درك ومساعدة رئيس خلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني، تحصلت "الشروق" على نسخة منها تضمنت معطيات حول مشكل عجز السدود في الجزائر، حيث تقدر طاقة استيعاب أكبر سد في الجزائر ب 450 هكتومتر مكعب سنويا وهو سد "قوقار" بواد رهيو بغليزان، ويقول خبراء استندت إليهم الدراسة إن الظروف المناخية والاقتصادية في الجزائر لا تسمح بوجود سدود بطاقة أكبر وتم منذ الاستقلال إنجاز 57 سدا مستغلا حاليا، موزعا على 19 سدا شرق البلاد و10 سدود بمنطقة الوسط مقابل 16 سدا غرب الوطن و12 سدا بالهضاب العليا، ويقدر حجم مخزون هذه السدود ب 2،4 مليار متر مكعب مقابل قدرة استيعاب إجمالية لا تتجاوز 5،7 مليار متر مكعب. نائلة. ب