أعطى مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف «يوسف بلمهدي» توجيهات للأئمة تتلخص في ضرورة الانخراط في الحياة العامة للمجتمع الجزائري، من خلال المساهمة في كل مجالات الحياة. المستشار التقى أئمة سطيف بجامعة فرحات عباس يوم أمس في ندوة، ذكر فيها بأهمية المنبر، وأن منصب الإمام يؤهل صاحبه لكل شيء، منبها لخطورة مسؤولية الإمامة، ودورها في المجتمعات، وتحدث عن أهمية استرداد المسجد لدوره، فبيت الله حسبه يعد ملاذا آمنا لكل من ضاقت به الدنيا بما رحبت، وكل من تعرض لضغوط مختلفة في حياته اليومية، وعليه لا يجب أن يتحول الملاذ لمكان، ينفر منه الناس، حيث يجب على الأئمة أن يتعاملوا باللين مع الناس وأن يكون خطابهم إيجابيا، وقال بأن الإمامة لا يجب أن تعتبر مجرد وظيفة، ينتظر صاحبها راتبه نهاية الشهر، ويبحث فقط عن الزيادات في الأجور، بل يجب أن يحتسبها صاحبها لله، وهو حال المؤذن والقيم على المسجد، ويجب على الإمام أن يحبب المسجد للناس، عن طريق خدمة المسجد ثم الانخراط في المحيط، واعتبر الدكتور «يوسف بلمهدي» بأن التحسيس والتوجيه من أهم ومن أقدس مهام المساجد، لما فيهما من خير للمجتمع، فحسبه المسجد يعد جهاز لإصلاح ذات البين، وعلى الإمام أن يصلح بين شخصين وبين حيين، وحتى التدخل لإصلاح العنف في الملاعب، وقال بأن وزارة الشؤون الدينية تعد شريكا حقيقيا لكل الوزارات، فلا يجوز أن يأخذ أئمة الجزائر موقع المتفرج على الأحداث، فالمسجد يجب أن يكون أول من يحرص على الوحدة الوطنية، ويجب أن يستغل المنبر لوحدة الحي و الجهة والوطن، لا أن يستغل المنبر لنشر أحوال شخصية وانشغالات فردية. وفي نهاية الندوة تلى مدير الشؤون الدينية بسطيف توصيات اللقاء الذي جمع والي الولاية بالمجلس العلمي للولاية والذي أوصى بعدة نقاط أهمها ضرورة انخراط الإمام في معالجة الأزمة الأخلاقية التي تحدث عنها والي سطيف بنبرة غاضبة.