في مبادرة متوقّعة وسعيا نحو توجّه مفتوح تجاه ثقافات مختلف الشعوب، أعلن مشروع "كلمة" الإماراتي للترجمة عن إطلاق مبادرة جديدة يتم خلالها ترجمة 72 كتابا، يضم مئات القصص من التراث الشعبي العالمي، وتحمل المبادرة عنوان "ثقافات الشعوب". أكّد «محمد خلف المزروعي»، مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن مشروع الترجمة الجديد "ثقافات الشعوب" يعدّ تعبيرا عن روحية مشروع "كلمة"، بوصفه مشروعاً معرفياً يحرص على خلق صلة دائمة بين الثقافة العربية والمنتج الثقافي الإنساني العالمي، وقد عمل عليه 32 مترجما من مختلف الدول العربية، ناقلين الحكايات الشعبية لمختلف الشعوب والتي سيجد القارئ العربي فيها صدى لحكايات يعرفها أو حتى موجودة بأشكال أخرى في اللغة العربية، وفي الوقت نفسه سيفاجأ بعدد ضخم من الحكايات التي يطلع عليها للمرة الأولى، وقال مدير مشروع كلمة «علي بن تميم» "تأتي هذه السلسلة التي تجمع تراث الشعوب من الحكايات والأساطير والخرافات الشعبية منسجمة مع الأهداف التي اختطتها لنفسها مبادرة «كلمة»"، وتتوزع الحكايات على 72 كتابا، جرى اختيارها غالباً من كتب أنجزها علماء أنثروبولوجيا بارزين في نهايات القرن ال19 والربع الأول من ال20، أي في ذروة صعود علم الأنثروبولوجيا، عندما دأب عدد كبير من العلماء على استكشاف ميراث الشعوب وتسجيل وتوثيق حكاياتهم قبل أن تضيع، وتتّسع خارطة الثقافات التي تتم الترجمة منها لتشتمل عدة دول منها: الهند، البنغال، بريطانيا، فرنسا، السويد، هولندا، أيرلندا، الدانمارك، قبيلة زوني، إفريقيا الغربية، نيجيريا، اليابان، الصين، روسيا، أستراليا، الهنود الحمر، شعب الآينو، رومانيا، التيبت، تركيا، صربيا، جورجيا، الإسكيمو، الغجر، وعلى صعيد آخر أنشئ مؤخراً في إدارة الترميم بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث مختبر عمل للمحافظة على الأوراق والكتب التاريخية، ويعمل فيه عدد من الخبراء والمتخصصين في المحافظة على الكتب التاريخية، وأوضح «المزروعي» أن إدارة الترميم سوف تقوم بتنفيذ عمليات المحافظة والترميم للوثائق التاريخية، سيما المخطوطات الإسلامية، كما سيكون من مهام هؤلاء المتخصصين رفع التوصيات المتعلقة بتخطيط وإقامة منشآت جديدة لهذا الغرض، وقال «فابيان ماير»، أخصائي المحافظة على الأوراق والكتب التاريخية الذي أشرف على إنشاء المختبر "عند التعامل مع المخطوطات والكتب التاريخية، نضع نصب أعيننا حقيقة نعرفها جميعا، وهي أن الكتاب الذي بأيدينا يحتوي في الواقع على معلومات أكثر بكثير من المادة المكتوبة أو المطبوعة، فمن خلال النظر عن كثب إلى الورق وأحبار الكتابة والأصباغ وطريقة التغليف، يمكن معرفة الكثير عن أصل وعمر وتاريخ الكتاب".