مشاريع حبيسة الأدراج وأخرى جمدت بعد انطلاقه تعتبر بلدية عين سيدي علي الواقعة في الجهة الشمالية من مدينة آفلو بالأغواط، من المناطق الريفية التي تتوفر على كثافة سكانية تناهز 10 آلاف نسمة، ويعتمد سكانها في الغالب على الفلاحة وتربية المواشي، غير أنه ومع مرور السنين ظلت في نظر قاطنيها من بين المناطق المحرومة التي لم تحظ باهتمام السلطات المحلية على الرغم من محاولة البعض تحسيس المنتخبين المحليين بأنه تم تصنيف منطقتهم في خانة النسيان بعدما تجاهلوا تلك الوعود المعسولة التي كانوا يتغنون بها أيام الحملات الانتخابية لكونها منطقة رعوية وفلاحية، إلا أن ذلك لم يشفع لها مسايرة التطور التنموي على مر السنين السابقة. وقد عبر سكان الجهة المعزولة عن معاناتهم من جملة من المشاكل التي حالت دون تمكينهم من ضمان العيش الكريم في الوقت الذي تفاءلوا فيه بمشاريع رأوا فيها انتعاشا للمستقبل من أجل القضاء على ملامح التهميش والإقصاء والعزلة والفقر والحرمان، إلا أن بعضها بقي مجمدا فلم ير النور بعد نظرا لعدم انطلاق المشاريع التي استفادت منها البلدية كالطريق الرابط بين عين سيدي علي وقلتة سيدي سعد. إلى جانب ذلك فالطريق الآخر الذي يربط البلدية بزاوية سيدي الناصر لم يعرف أية انتعاشة بعد، يضاف إلى ذلك مشاريع تزفيت الطرقات الداخلية للبلدية بمسافة تقارب 7 كلم والتي بقيت هي الأخرى في حكم المقاولين نطرا لمحدودية المشاريع التي تساهم الجهات المعنية في تطوير البلدية وارتقائها إلى مصاف المناطق الأخرى. شبح البطالة يهدد الشباب لانعدام إمكانيات التوظيف إن تفشي البطالة في أوساط الشباب واقتصار إمكانيات التوظيف في المناصب التي توفرها البلدية على المنح التعاقدية كالشبكة الاجتماعية والإدماج المهني بنسبة لم تتعد 30 بالمائة، ساهم في استفحال الظاهرة بالشكل الذي حرم الكثير من الشباب من توديع العزوبية في غياب تكفل كلي بهذه الفئة نظرا لمحدودية المناصب، وهو ما جعل المسؤلين يستنجدون بالسلطات الوصية لإضافة مناصب مهنية جديدة في ظل حاجة هؤلاء إلى ضمان لقمة. ولأن الفلاحة تظل الشريان الرئيسي لمعيشة السكان فإن كثيرا من الفلاحين لم يسايروا متطلبات القطاع لقلة الدعم المالي مما جعلهم ينفرون من أراضيهم ويتخلون عن خدمتها الأمر الذي تسبب حسب بعضهم في تضرر الموالين الذين ظلوا ينتظرون فقط دعم الدولة لمادة الشعير دون آن يوفروا اكتفاءهم الذاتي من الأعلاف وجعلت غالبيتهم يستقرون في المدن بعد تقلص رؤوس الماشية، أما بالنسبة لذوق المنجزات التي جعلت الأهالي هناك يتنفسون من خندق العزلة ولو بالصورة التي لم تنسهم شبح العزلة فإن تعزز البلدية بمركز للتكوين المهني وثانوية هي اليوم وظيفية إلى جانب متوسطة جديدة فتحت أبوابها السنة الماضية وبعض المرافق الرياضية والشبانية التي من شأنها كسر الروتين القاتل بالجهة. ولعل الشغل الشاغل لسكان قلتة سيدي ساعد هو المطالبة بتحسين مستوى الخدمات الصحية لنقص التأطير الصحي مع انعدام أبسط الأجهزة والمعدات وغيرها من الضروريات الأخرى التي جعلت المرضى يتنقلون صوب مدينة أفلو أو قلتة سيدي سعد من أجل العلاج وأجراء الفحوصات اللازمة. أما النساء الحوامل فذلك الخطر الدائم الذي يهددهن بالهلاك كل مرة لاسيما القاطنات في المحيطات الريفية.