أكد جمال لعبيدي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الجزائر بأن هيمنة اللغة الفرنسية على لغة الضاد بات أمرا واقعا فرضته عدة عوامل أدت لانقسام الجزائريين إلى نخب في جميع المجالات. وأوضح لعبيدي لدى نزوله أمس ضيفا على ''منتدى الإذاعة الثقافية'' بأن الجزائريين يعيشون انقساما نخبويا بسبب ازدواجية اللغة الذي بات أمرا واضحا من خلال المعاملات الاقتصادية والاجتماعية وحتى الثقافية. وهو ما اعتبره ضيف الإذاعة الثقافية انقساما خطيرا ساهم في تلاشي معالم اللغة الأم التي لم تعد اليوم تناسب المؤسسات والمدارس الخاصة وأغلب التخصصات العلمية والتقنية بالنظر إلى الطابع الفرانكفوني الذي أصبحت تكتسيه مختلف النشاطات والتظاهرات في الجزائر في جميع الميادين، على حد تعبيره قبل أن يضيف بأن هناك عدة أسباب أدت إلى هذا التراجع للغة العربية التي تعتبر، حسبه، هوية الدولة وانتماءها إلى العروبة قبل أن تكون وسيلة اتصال بين الإفراد والجماعات. لعبيدي وفي تحليله لظاهرة التعريب في الجزائر، كشف عن خطورة الضياع الذي يهدد مستقبل الجيل الجديد والقادم الذي يلزم عليه أن يتقن ''لغة موليير'' أكثر من إتقانه للغة الضاد حتى يحظى بمنصب عمل في المؤسسات الجزائرية التي تفرض على مستخدميها التحدث بالفرنسية في تعاملاتهم ''وهذا ما أوجد نوعا من الصراع الفرانكوفوني بين نخبتين من الجزائريين إحداهما تتكلم اللغة الفرنسية بالنظر إلى موقعها ومنصبها الاجتماعي والأخرى تتكلم العربية بالنظر إلى موقعها الجغرافي'' في إشارة من لعبيدي إلى أن سكان المناطق الجنوبية هم الفئة الوحيدة من السكان التي لا تزال محافظة على اللغة العربية في تعاملاتها وحديثها، وهذا ما أوجد هوة وصعوبة في التواصل بينهما، ولكن يقول، أستاذ الاجتماع، هذا التغييب للغة العربية لم يتعارض مع العولمة التي أعطت لكل حقه من خلال التواصل عبر لغته الأم، وهو ما برهن عليه وجود قنوات فضائية ومواقع الكترونية باللغة العربية. وهنا دعا لعبيدي إلى ضرورة ''تطوير الوعي الجماعي من أجل النهوض باللغة العربية لتحقيق مصلحة الجزائر'' كما جاء على لسانه.