أكّدت مصادر إعلامية في القاهرة أن الحوار الوطني الفلسطيني ينتظر موقفاً دولياً من صيغة برنامج الحكومة الفلسطينية المؤقتة، لتتحدّد بمقتضاه معالم الاقتراب أو الابتعاد من توقيع اتفاق المصالحة الشامل بين الفصائل، وفقاً للجزيرة. وقالت إنّ الصيغة المقترحة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هي أن تحترم الحكومة الجديدة الاتفاقات الموقعة من منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية بدلاً من الصيغة المقترحة من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وهي الالتزام بهذه الاتفاقات، مضيفة أن فتح يمكن أن تتنازل عن مطلبها هذا في حال نجح الراعي المصري في تسويق الصيغة المقترحة من حماس لدى مراكز القرار الدولي بعد أن حصلت على مطلبها الرئيسي وهو إنهاء تحفّظ حماس على ما يسمّى شرعية الرئيس محمود عباس ووافقت على موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني قبل 25 جانفي المقبل. وأضافت أنه في حال تسوية هذه المعضلة الرئيسية الّتي تواجه الحوار، تتبقى نقطتان هما الانتخابات حيث تصر فتح على التمثيل النسبي الكامل بينما تصر حماس على التمثيل المختلط ما بين 50% للدوائر الفردية و50% للقائمة النسبية، ومسألة المرجعية ما بين قيادة وطنية أو مرجعية وطنية بالمرحلة المتبقية، مشيراً إلى أن هاتين النقطتين أسهل بكثير من صيغة برنامج الحكومة الّذي في حال موافقة اللجنة الرباعية والمجتمع الدولي عليها فإن الوصول إلى اتفاق شامل بالقاهرة يصبح في متناول اليد. وفي هذا الإطار ذكر مسؤولون فلسطينيون أن القاهرة بعثَت كلاً من وزير الخارجية أحمد أبو الغيط إلى بروكسل ومدير المخابرات الوزير عمر سليمان إلى واشنطن للتباحث مع المسؤولين بالاتحاد الأوروبي والإدارة الأمريكية بشأن العراقيل التي تواجه الحوار الفلسطيني الذي ترعاه مصر. وأضاف المسؤولون المشاركون بالحوار أن القيادة المصرية تسعَى إلى إقناع الإدارة الأمريكية ودول الاتحاد بالقبول بحلول وسط تتعلق بموقف الحكومة الفلسطينية القادمة بشأن الالتزامات بعملية السلام، والاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير. وأشار المصدر إلى أن أبو الغيط وسليمان طرحَا خلال مباحثاتهما في بروكسلوواشنطن وجهة نظر حماس بأنها توافق على احترام تعهدات منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، وإصرارها على رفض استخدام كلمة التزام في برنامج الحكومة المقبلة. وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية نقلت عن أبو الغيط قوله في بروكسل إنه لمس لدى الأوروبيين تأييداً متزايداً لوجهة النظر العربية بالنسبة لتسوية الصراع الفلسطيني الصهيوني والمصالحة الفلسطينية الداخلية. من جهة أخرى واصل رئيس الوزراء الصهيوني المُكَلّف بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء، جهوده لإقناع حزب كاديما وحزب العمل بالانضمام إلى الائتلاف الحكومي الّذي اتفق عليه مع اليميني المتطرف أفيغودر ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا. وقال النائب جلعاد أردان (المُكَلَّف بإجراء هذه الاتصالات للإذاعة العامة): إنّ ثَمّة اختلافات بين كاديما والليكود، لكننا نريد تشكيلاً أوسع لائتلاف حكومي ممكن وتتواصل الاتصالات بهذا الخصوص. وبموجب المُهْلة المنصوص عليها في القانون، على نتنياهو أن يعرض تشكيلة حكومته بحلول الخميس القادم، وإلا عليه أن يطلب مهلة إضافية أسبوعين من الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز.