تظاهر أمس آلاف الأتراك احتجاجا على الهجوم الذي شنّته قوات الاحتلال الصهيونية على أسطول البحرية لفك الحصار عن غزة، والذي استهدف السفينة التي كانت تضم أكبر عدد من الأتراك مما أسفر عن استشهاد على الأقل 15 تركيا، حيث حاول المتظاهرون اقتحام القنصلية الصهيونية بإسطنبول إلا أن قوات الشرطة تصدت لهم ومنعتهم من الدخول، وذلك في إطار تهدئة الأوضاع في انتظار ما ستتخذه تركيا من قرارات حاسمة كرد فعل على الهجوم الصهيوني بعد إقدامها في بداية الأمر على سحب السفير التركي من إسرائيل وفي أول رد فعل غير رسمي بتركيا عقب الهجوم الصهيوني على قافلة الحرية لفك الحصار عن غزة الذي أسفر عن مقتل 19 متضامنا بينهم 15 تركيا حسب ما أعلنت عنه هيئة الإغاثة التركية. اتصلت ''البلاد'' بأحد الصحفيين العاملين في قناة تلفزيونية تركية فأكد أن ''الشعب التركي جدّ غاضب مما قام به الاحتلال الصهيوني''، والذي أكد أيضا أنه ''لحدّ الآن هناك معلومات متضاربة عن تفاصيل الهجوم وحتى عن عدد الضحايا''. و قرر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قطع جولته في دول أمريكا اللاتينية والعودة إلى الوطن لتقييم الوضع القائم حول سفن أسطول الحرية. أما وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، فسيتوجه إلى نيويورك للمشاركة في جلسة مجلس الأمن الطارئة اليوم. وكان الرئيس التركي عبد الله غول قد استنكر الهجوم مؤكدا أن الحادث وقع في المياه الدولية على بعد 96 ميلا بحريا عن المياه الإقليمية لإسرائيل، وهذا يعني أنه خرق واضح للقانون الدولي. ومن المرجح أن يعقد مجلس الأمن القومي التركي اجتماعا غدا برئاسة رئيس الجمهورية ومشاركة وزراء وكبار ضباط الجيش لبحث إمكانية رد الفعل التركي حيال التمادي الإسرائيلي في المنطقة، حيث كانت قد أكدت أن ''هذا الحادث يمكن أن تترتب عليه عواقب لا يمكن إصلاحها في العلاقات الثنائية بين تركيا وإسرائيل''.