شهدت العديد من أحياء مدينة وهران، حالة سخط وغليان في أوساط المواطنين بسبب تماطل السلطات المحلية في إكمال العديد من مشاريع التهيئة الحضرية، حيث حاول أمس سكان حي مديوني العتيق غلق الطريق احتجاجا على الوضعية الكارثية التي آلت إليها الأحياء الرئيسة بالحي جراء توقف أشغال التهيئة مما نجم عنه حالة اختناق مروري وفوضى كبيرة، حيث ندد سكان الحي يوم أمس بتقاعس السلطات وغياب الرقابة على المشاريع التي تكلف الملايير دون أن تعود بالنفع على المواطن. حيث أقدم سكان حي مديوني بوهران صبيحة أمس على محاولة قطع الطريق الرئيس للحي الرابط بين السانيا والمدينة الجديدة، وحاولوا نصب المتاريس وإحراق العجلات المطاطية احتجاجا على الوضع المزري الذي آل إليه هذا الطريق وغيره من الطرقات، منددين بالتقاعس الكبير للسلطات المحلية في إتمام المشاريع التي توقفت لأسباب مجهولة، في ظل غياب الرقابة ومتابعة المقاولين المستفيدين من تلك المشاريع. وقد تسبب ذلك في ظهور العديد من النقاط السوداء وفوضى كبيرة في الحركة، مما نجم عنه شجارات يومية بين سائقي المركبات، وطالب السكان بتهيئة حضرية نوعية تخضع للمراقبة والمتابعة. وتدخلت السلطات المحلية ممثلة في القطاع الحضري الحمري لتهدئة المواطنين وطمأنتهم بعودة انطلاق الأشغال في الأيام القريبة. وهي نفسها الأسباب التي دفعت سكان حي يغموراسن إلى الاحتجاج قبل ثلاثة أيام، حيث قام سكان خمس تعاونيات بالحي بقطع الطريق احتجاجا على إخلاف السلطات المحلية لوعودها بتعبيد الطريق خلال شهر رمضان، حيث قام شباب بجلب متاريس وعجلات مطاطية استعدادا لإحراقها وقطع الطريق المؤدي إلى المحطة الكبيرة، وتدخلت مصالح الأمن بسرعة وقامت بتطويق المكان ومنع المحتجين من نصب المتاريس وحرق العجلات المطاطية. وكان سكان تعاونيات الوحدة، العقيد لطفي، الشهيد، الحي الجميل ومعطوبي الحرب التابعة لبلدية وهران الكبرى قد اغتنموا قبل ذلك زيارة نجم "هوليود" إلى وهران للاحتجاج، حيث خرجوا إلى الشارع وقاموا بقطع الطريق، مما دفع السلطات المحلية لقطع وعود للتكفل بانشغالهم وتعبيد الطريق في أجل لا يتعدى شهرين، وهو ما لم يظهر له أثر لحد الآن، ودفع سكان الحي للخروج إلى الشارع مرة أخرى.. من جهة أخرى، تسبب توقف أشغال مشروع ربط قنوات الصرف الصحي بحي بوعمامة المجاور لحي يغموراسن، في موجة سخط واستياء كبيرين لدى سكان الحي، حيث إن توقف الأشغال تسبب في تعطيل حركة المرور والازدحام ونشوب شجارات يومية بفعل الحفر والقنوات التي تركت محفورة على حالها، وهو ما تسبب في سقوط سيارة في إحدى تلك الحفر أول أمس. وعبر مواطنون عن غضبهم وسخطهم من الوضعية الكارثية التي آل إليها الحي، حيث كاد بعضهم يخرج احتجاجا على ذلك أول أمس بسبب سقوط سيارة في إحدى حفر قنوات الصرف الصحي التي لم تنته أشغالها وقد خلق توقف أشغال المشروع في فوضى كبيرة بالحي، عطلت مصالح المواطنين ومنعتهم من التنقل بشكر طبيعي وإضافة إلى تماطل السلطات في إتمام الأشغال، زاد غياب عناصر الأمن لتنظيم حركة المرور الوضع تعقيدا، حيث يشهد الحي شجارات يومية بين السائقين بسبب الازدحام المروري الناجم عن كثرة الحفر والأنفاق التي تركت على حالها ولم تردم.