تسببت خطابات التحريض والتخويف والتهديد والوعيد التي تطلقها بعض التشكيلات السياسية والحزبية والشخصيات الوطنية عشية الانتخابات الرئاسية وبعدم السكوت والخروج للشارع وإسقاط النظام في حالة عدم فوز مرشح وفوز آخر، في ترويع المواطنين في الشارع وانتشرت بين الجزائريين مخاوف وهواجس وإشاعات تحذر من احتمال وقوع مظاهرات ومواجهات في الشارع، بين مختلف التيارات السياسية، المقاطعة والمعارضة ودعاة العهدة الرابعة، قد تعيد البلاد إلى سيناريوهات "المظاهرات والمسيرات التي حدثت في التسعينيات". وما غذى هذه الشائعات أخبار المناوشات والمشادات التي تحدث هنا وهناك في التجمعات الانتخابية، وأخبار المواجهات الحامية في غرداية، بالإضافة إلى تصاعد نبرة خطابات المترشح علي بن فليس الذي يتوعد يوميا بعدم السكوت في حال لم يفز في الانتخابات، ويؤكد أن عدم فوزه يعني مباشرة أن الانتخابات مزورة، وهو تهديد صريح بأن أنصار علي بن فليس لن يقبلوا بالخسارة واحتمال نزولهم إلى الشارع غير مستبعد، في وقت يعد دعاة العهدة الرابعة بفوز ساحق لمرشحهم عبد العزيز بوتفليقة الذي حصد في العهدة الأولى 73.79 بالمائة، وحصد في العهدة الثانية 84.99 بالمائة، وفي العهدة الثالثة 90.24 بالمائة، ومهما تراجعت شعبيته، سواء بسبب مرضه، أو بسبب الحملات المضادة فإنه لن تتراجع إلى درجة الخسارة أمام علي بن فليس، وهو ما تؤكده تجمعات الحملة الانتخابية للمترشح عبد العزيز بوتفليقة التي تشارك فيها حشود هائلة من المواطنين من مختلف فئات المجتمع بالرغم من عمليات التشويش التي يتعرض لها منشطو الحملة الانتخابية من قبل المقاطعين من جهة وأنصار بن فليس من جهة أخرى. وجاء تحذير مدير ديوان رئيس الجمهورية، أحمد أويحيى، بتيزي أمس من إمكانية وقوع "ما لا تحمد عقباه بعد 17 أفريل"، ليؤكد فعلا أن "حدوث انزلاقات بعد الرئاسيات وارد"، وأنه يعتبر واحدا من السيناريوهات المحتملة بعد الرئاسيات، خاصة أن أويحيى قال بصريح العبارة "قلت لهم.. بركات... بركات .. بركات.. لا تعوّلوا على دماء الجزائريين"، في إشارة واضحة إلى أن الجزائريين ليس لهم أدنى استعداد لسفك دماء بعضهم بعض من جديد، بعد جهود جهيدة وتضحيات كبيرة مكنتهم من حقنها.