زاد الانهيار المتواصل للقدرة الشرائية حتى في أوساط متوسطي الدخل من تعجيز العديد من العائلات عن مواجهة ثقل ميزانية شهر الرحمة ومتطلبات العيد، حيث سجل منذ الأيام الأولى من رمضان أن بعض السيدات اللائي كن مضطرات في المواسم السابقة للاستدانة من بنك التنمية المحلية من أجل سد مصاريف كانت مستحقات رهن حليهن فيها قادرة على تغطيتها، لم يجدن الحل نفسه هذه المرة لمقاومة غلاء المعيشة المتزايد إلا في بيع البعض منها في الحدود التي تسمح لهن باقتناء ملابس العيد لأطفالهن وتوفير مستلزماتهم المدرسية على أكثر تقدير ·في الوقت الذي تعرف فيه السوق المحلية للذهب هذه الأيام من شهر رمضان انخفاضا كبيرا في حركية البيع، بسبب تراجع حجم الطلب والعرض أيضا نتيجة تركيز المواطنين اهتمامهم على تأمين أعباء موائد الإفطار المتزامنة مع ما تقتضيه الحاجة بمناسبة عيد الفطر والدخول المدرسي، إلى جانب خروج أصحاب ورشات صنع وتحويل الذهب في عطلة، فإن غالبية محلات الصياغة أصبحت تفتح أبوابها عامة للراغبين في بيع ممتلكاتهم من المعدن النفيس والتي يفضل التجار اقتناءها بسعر الذهب المستعمل الذي يبقى دائما أقل كلفة من النوع المعروض على واجهات المتاجر ولا يخضع لقيمة الموديلات ولا لجمالية القطع، حيث يشير أصحاب محلات بيع المجوهرات على مستوى سوق المدينةالجديدة بوهران إلى التماسهم إقبالا مطردا عليهم وملفتا للانتباه خلال هذا الشهر الكريم لنساء يسعين لبيع بعض الحلي الذهبية التي يكثرن من أجلها على التفاوض معهم في رفع ما أمكن من سعرها بدعوى حاجتهن الملحة للمال، وأن ما يقمن به يبقى حيلة المضطر الذي ضاقت في وجهه سبل الرزق ويأبى أن يسأل الناس دينا أو يمد يده للغير· كما يؤكد هؤلاء من خلال تعاملهم مع هذه الفئة من العارضين واستنادا إلى ما يحدثونهم به عن أنفسهم على عزوف البعض عن التوجه في الأيام العصيبة وأوقات الشدة التي لا تفرج إلا بالمال إلى بنوك الرهن، بسبب أن هذه الأخيرة لا تقبل إلا بقطع الذهب التي تحمل الختم الجزائري وترفض النوع الإيطالي وكل ما هو أقل قيراط من حيث القيمة التجارية، بالإضافة إلى أن تلك البنوك لا تقدم سوى 1000 دينار مقابلا عن كل غرام واحد من الذهب الخالص، وهو مبلغ ترى الكثير من السيدات لاسيما اللائي لا يملكن كمية جديرة بتحصيل المطلوب من المال زهيد جدا ولا يفي باحتياجاتهن التي على الرغم من أنها تبقى هي نفسها، ولم تتغير لا في الكم ولا في النوع، غير أن غلاء المعيشة كما يقلن يجعلها في كل سنة صعبة المنال، بل ومستحيلة أيضا بالنسبة للحالات محدودة الدخل والمعدمة تماما، وعادة ما يتلقى تجار الذهب عينات أقل وزنا تتمثل عموما في بعض الخواتم والأقراط، أو أساور وقلادات خفيفة لا يتعدى وزنها حد ثلاثة أو أربعة غرامات، وذلك فقط من أجل أن يتجاوزوا بمقابلها ''محنة ثالوث الإفلاس وتمزيق الجيوب··· مصاريف رمضان، عيد الفطر والدخول المدرسي''· أسعار الذهب ·· نار ·· نارفيما يسجل أن سعر الذهب الذي يفترض أن ينخفض خلال الأيام الأولى من شهر رمضان بسبب كساد البيع وتراجعه قليلا في السوق العالمية بما توقع له العارفون أن ينزل إلى 2400 دج أو حتى ألفي دينار للغرام الواحد منه في هذه الفترة، لا يزال على مستوى كافة المحلات بوهران محافظا على ارتفاعه السابق بقيمة تبقى تتراوح بين 3 آلاف إلى 3200 دج للغرام، وهو السعر الذي يحدده التاجر فقط بالنسبة للقطع التي يعرضها على واجهة محله، حيث إنه في حالة تحوله إلى زبون فإنه يفرض ثمنا أقل من ذلك بفارق 500 دج تقريبا، مثلما يرتقب أن تزداد سوق الذهب محليا التهابا مع أواخر رمضان بالموازاة مع توقع عودة ارتفاع المعادن الثمينة على مستوى البورصة العالمية بنسبة تصل إلى 10 بالمائة، ما ينبئ أيضا حسب التجار، أن يزداد أكثر عدد الراغبين في بيع حليهم الذهبية، خاصة وأن سعره مرشح لأن يصل إلى 4 آلاف دج للغرام الواحد من الذهب·