يتحدث الشاعر أحسن معريش في هذا الحوار عن تجربته الأدبية وأهم محطاته في هذا المجال. كما يتوقف عند توجهه إلى كتابة قصائده باللغة الأمازيغية التي يجد فيها مستقرا له. حاورته/ حسناء. ش - حدثنا عن تجربتك الأدبية حتى يتعرف عليك القارئ أكثر. بدأت كتابة الشعر حينما كنت أدرس بإحدى ثانويات مدينتي تيزي وزو، كان هذا عام 1984. كتبت العديد من القصائد واحتفظت بها لنفسي مخبأة، لكن كتب لأشعاري أن ترى النور عندما قرأت بعضا منها على مسامع أصدقاء لي، وقتها أثنوا على قصائدي وشجعوني على المضي قدما في هذا المجال. ومن هنا بدأت تجربتي الأدبية، وانطلقت علاقتي بوسائل الإعلام وفكرت في إصدار أول ديوان شعري خاص بي، ولكن حدث معي أمر مثير. - ماهو؟ اتصل بي أستاذ في جامعة "كورفايس" الأمريكية لكي يصدر شعري هناك.. لا يمكن أن تتصوروا مدى سعادتي، تحصلت على نسختين، الأمر الذي حفزني على إصدار ديواني الأول بعد شهرين، وكان ذلك في جوان 2005 تحت عنوان "ايظيوكين". - ما هي المواضيع التي تستفزك وترى أنها مادة خصبة لأشعارك؟ أكتب في كل المواضيع، والقصيدة التي اشتهرت بها هي "عيد الحب" التي صدرت في أمريكا وترجمت إلى 14 لغة وغناها الفنان إيدير بلالي. كتبت عن الحب، البيئة، المجتمع، التربية، الغزو الثقافي، التهاون واللامبالاة واستنطقت الجماد أيضا. - بأي لغة تفضل الكتابة علما أنك تتقن العربية والفرنسية والأمازيغية؟ عموما أكتب بالأمازيغية والفرنسية. أما العربية والإنجليزية، فأحبذ الترجمة إليهما. وأتعامل مع العديد من المترجمين في العالم، وإلى حد الآن كتبت أكثر من 900 قصيدة باللغة الأمازيغية. وأقرأ الشعر باللغات الأربع. - حدثنا عن مشاركاتك في مختلف المعارض الدولية للكتاب؟ منذ شهر أكتوبر الماضي شاركت في ثلاثة معارض هي معرض الجزائر الدولي للكتاب والمعرض الوطني للكتاب الأمازيغي في البويرة، وبالأمس عدت من معرض الكتاب الذي أقيم في بجاية. هي فرص ممتازة يحتاج إليها الكاتب، حيث تعرفت على العديد من قرائي، كما تعرفت على عدة كتاب آخرين جزائريين وأجانب، وأبرمت عقودا جديدة مع ناشرين وموزعين. - ما رأيك في تجربة الانتقال من الرواية إلى الشعر وهل من الممكن أن يحدث العكس معك؟ أعيش حاليا هذه التجربة، حيث أكتب رواية باللغة الأمازيغية وهي تجربة أبعدتني عن كتابة الشعر لمدة سنة كاملة. حالي هو كحال معظم الروائيين كونهم بدأوا بكتابة الشعر وإصدارهم لدواوين شعرية. أستحسن كثيرا هذه التجربة وسأغوص فيها بكل عزم رغم أني لم أفكر يوما في كتابة رواية. وأعد قرائي عندما أنهي كتابتها بإصدارها بأربعة لغات. وأعتقد أن المرور أو الانتقال من الشعر إلى الرواية أسهل من العكس. - غنى من أشعارك كثير من الفنانين، كيف وجدت التعامل معهم؟ بالفعل غنى كثيرون من أشعاري من بينهم علجية فروجة وإيدير بلالي ورمضان مشاش وأمناي اللي وكريم سي عمور.. هؤلاء طلبوا مني التعامل معهم ولا أطلب منهم سنتيما واحدا، وهدا لإثراء تراثنا فقط. - ما هو جديدك الأدبي؟ جديدي هو ديوانان شعريان، وترجمت أحدهما إلى العربية هذا الأسبوع. أما "الدوامة والسلم" فهي الطبعة العربية لديواني "ثبرنينت ذ السلوم" الذي يتكون من 44 قصيدة، حيث تطرقت فيه إلى عدة مواضيع منها البيئة، رهان الريح والشمس، ثم أعدت إصدار ديواني "ثبرنينت ذ السلوم" بالأمازيغية الذي نفدت طبعته منذ سنين وهذا للطلب الملح عليه وإرضاء لقرائي الأعزاء.