اتهم المحامي رشيد آيت يحيى، أحد زعماء الأزمة البربرية في أربعينيات القرن الماضي، الزعيم التاريخي حسين آيت أحمد بخيانة التيار البربري إبان الأزمة البربرية عام 49 بفيدرالية فرنسا التابعة لحزب الشعب. ومن فرنسا، حيث يعيش رشيد آيت يحيى لجوءا اختياريا منذ منتصف السبيعنيات- لأسباب وصفها بالعديدة ومنها قانون التعريب- قال، أمس، آيت يحيى من على قناة ''بربر تي في''، متحدثا باللغة الفرنسية وليس الأمازيغية خلافا لمحاوره، إن آيت أحمد وخلال الأزمة المذكورة اختار ''التيار العروبي الإسلامي في حزب الشعب''. وواصل آيت يحيى، صاحب مشروع الجزائر الجزائرية المعادية للعروبة والإسلام- كما ورد في حديثه- بأن حزب جبهة القوى الاشتراكية ومنذ تأسيسه العام 1963 ''لم يقدم أدنى شيئ للقضية البربرية..لا في القديم ولا في الحاضر''. آيت يحيى الذي استطاع أن يقنع بعض أنصار التيار البربري بالتصويت على توصية في فديرالية فرنسا سنة 49 تدين التوجه العربي الإسلامي في أدبيات حزب الشعب، لم يتوقف عند هذا الحد، بل اتهم آيت أحمد بممارسة الوشاية في حق المناضلين البربريين في حزب الشعب خلال الأزمة البربرية! وبشأن العربية والتعريب، لم يتحرج آيت يحيى، في كتاب ألفه مؤخرا بعنوان ''بحث حول العربية الكلاسيكية''، في كيل الاتهامات للغة العربية، مؤكدا أنها ''لغة إقطاعية.. ولغة العصور الغابرة ولا تصلح لتكون لغة العصر''.. وفي الجانب الآخر، أورد آيت أحمد في كتابه ''مذكرات محارب روح الاستقلال'' بأنه هو الذي ساهم في ضم رشيد آيت يحيى إلى صفوف الحزب في فرنسا سنة 46 ''بعد مرحلة من الريبة'' تميزت بصعوبة إيجاد مخرج لضم آيت يحيى لقواعد الحزب، باعتبار أنه ''حفيد أحد القيّاد المناصرين لفرنسا فضلا عن والده الذي تجنس بالجنسية الفرنسية''، كما يؤكد آيت أحمد- الذي كان آنذاك في صفوف المنظمة السرية وأحد قادتها- بأنه ساهم في إقناع خليفاتي، وهو الآخر قبائلي، بضرورة الانتقال إلى فرنسا لاحتواء الأزمة والقضاء على بؤرة التوتر وإعادة الأمور إلى نصابها النضالية من أجل استقلال الجزائر، مؤكدا أن خليفاتي، وبالإضافة إلى كونه من أبناء منطقة القبائل- كان أحد المناضلين الكبار في حزب الشعب ''المحافظين على الصلاة والمتمسكين بالإسلام والحريصين على تفادي الوقوع في الحرام''.. وفيما يعتزم المحامي رشيد آيت يحيى، وهو من أنصار ''الفيدرالية في الجزائر'' الدخول إلى الجزائر يوم 27 نوفمبر الحالي قادما من باريس، حمل ضيف ''بربر تي في'' السلطة مسؤولية ما قد يقع له على غرار ما توهّم من محاولة اغتيال من قبل الإرهاب! وكانت القناة التي تبث من فرنسا قد سبحت هذه الأيام التي تتزامن مع الاحتفال بالذكرى 56 لاندلاع ثورة التحرير، ضد التيار الوطني مفضلة الإثارة والنبش في الملفات الحساسة دون أن يتحرج القائمون على القناة في التسويق للطروحات الداعية للتطبيع الجزائري الفرنسي إبان تلك الحقبة الاستعمارية فيما يبق