الداخلية تأمر "الأميار" بالتكفل الاستعجالي بالمدارس كشفت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، تقريرا أسود عن وضعية التدفئة داخل المدارس الجزائرية، خاصة مع موجة البرد والصقيع التي تضرب بعض المناطق في الوطن. وكشفت الرابطة عن 1800 مدرسة لا يزال تلاميذها يزاولون دراستهم في أوضاع مزرية. وأوضحت الرابطة في بيان لها تلقت "البلاد" نسخة منه أن "نسبة انعدام التدفئة بالأطوار الثلاثة عبر الوطن بلغت حوالي 26 بالمائة وهو رقم مرتفع مقارنة بالميزانية والأموال الباهظة التي خصصت لأجهزة التدفئة لتحسين ظروف التمدرس للتلاميذ"، مؤكدة أنه "يوجد تلاميذ يدرسون بغرف تبريد في أكثر من 1800 مدرسة عبر الوطن في مقدمتها المدارس الإبتدائية جراء تخلي رؤساء البلديات عن دورهم المنوط بهم تجاهها كونهم مسؤولون عن تسييرها، رفقة المقتصدين ومدراء المدارس". وأوضح بيان الرابطة أن وضعية هذه المدارس مزرية، حيث تحيطها نقائص بالجملة تؤرق التلاميذ في الوقت الذي لم تكلف فيه الجهات الوصية نفسها عناء التدخل من أجل الوقوف على مشاكل القطاع المطروحة، قائلة إن "غياب التدفئة عن الكثير من المدارس بات يشكل هاجسا وظاهرة يشكو منها التلاميذ مع كل بداية فصل الشتاء". وأشار المصدر إلى أن "مئات التلاميذ أصبحوا يصارعون موجة البرد مع بداية دخول الفصل الثاني للدراسة في العديد من المدارس عبر القطر الوطني، خاصة في المناطق النائية ما يحول الأقسام الدراسية إلى ثلاجات يتجمد داخلها التلاميذ دون وجود أي نوع من أنواع التدفئة مما يعيق التلاميذ من حقهم في التمدرس". وفي السياق نفسه، وجهت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، نداء عاجلا إلى السلطات المركزية والمحلية "بضرورة توفير كل الشروط التي تمكن من تمدرس ناجح للتلاميذ في فصل الشتاء لاسيما مشكلة التدفئة في المدارس"، مشيرة أنه "يستحق منا الوقوف على هذه النقائص وإعطاء لها اهتمام بالغ خاصة أن الأطفال الصغار والتلاميذ في المدارس الابتدائية والطور المتوسط يتحملون مشاق السير لمسافات طويلة في أيام البرد القارس" . ودعت الرابطة "لفتح تحقيق معمق لمعرفة وجهة الأموال والميزانيات المرصودة لربط المؤسسات التربوية بالتدفئة، رغم كل الأغلفة والإعانات المالية التي وجهتها السلطات المركزية والولائية للبلديات قصد تزويد المدارس بالتدفئة إلا أن دار لقمان بقيت على حالها"، مشيرة إلى أن "الجزائر عادت للعصور الوسطى بحرمان المدارس من التدفئة ويعاقب بموجبها التلاميذ بتركهم عرضة للبرد دون رحمة"، متسائلة "أين تذهب الأموال المرصودة سنويا لتوفير التدفئة في المؤسسات التربوية ؟!". وذكرت الرابطة أن "العجز في معالجة ملف التدفئة لا يرتبط بالمال عندما نرى أن الغلاف المالي الذي خصصته وزارة التربية للتدفئة على مستوى الوطني فاق أكثر من 7200 مليار سنتيم في 5 سنوات الأخيرة، بالإضافة إلى وجود ميزانية معتبرة للمجالس الشعبية الولائية مخصصة لأجهزة التدفئة، وكذا ميزانية أخرى لوزارة التضامن الوطني والأسرة، تضاف إليها الميزانية التي تخصصها البلديات" . وتأتي هذه التقارير عشية خطاب وزير الداخلية والجماعات المحلية، نورالدين بدوي، الموجه للاميار، مشددا على ضرورة توفير النقل المدرسي والتدفئة، خاصة وأن المواطن يعلق آمالا كبيرة على ابنائه كونه امل الجزائر قائلا في خطابه "لا تقتلوا الامل في السنوات الأولى في مؤسسات التربوية كونها مبعث جديد لآمال الآباء ولا تجعلوا منها كابوسا يوميا لهم"، داعيا إياهم إلى أن يرفعوا جهودهم لتحسين حال المؤسسات التربوية.